‫علي البغلي: الدين ليس بتطويل اللحى وتقصير الدشاديش ووضع بقعة سوداء على الجبهة وإنما الدين هو الاخلاق الحميدة وبالأخص عند التعامل مع إخواننا بالإنسانية‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 561 مشاهدات 0


وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المستقرة في قصر منيف مكون من 3 أبراج خضراء ضخمة في منطقة الرقعي على الدائري الرابع، وهي وزارة تختص بالشؤون الدينية الإسلامية والدين الإسلامي وكل الأديان والأخلاق الحميدة ومبادئ حقوق الإنسان، تدعو إلى أن يحسن الانسان لأخيه الانسان. فالدين ليس بتطويل اللحى وتقصير الدشاديش، ووضع بقعة سوداء على الجبهة، وإنما الدين هو الاخلاق الحميدة، وبالأخص عند التعامل مع إخواننا بالإنسانية.

ما صدر من وزارة القصر الاخضر او الاوقاف مؤخرا – ان صح – هو أمر مخجل ومؤلم، فالوزارة أنهت مؤخرا تكليف 18 موظفا أغلبيتهم من البدون من العاملين لديها في بند التكليف. والموظفون، كما يقول الخبر، عبروا عن استيائهم من هذه الخطوة في ظل هذه الظروف، حيث يعمل عدد منهم على تكليفين لتغطية احتياجاتهم الاسرية والتزاماتهم الشهرية. اذ تبلغ مكافأة كل تكليف 200 دينار فقط. 

ونحن نقول للإخوان المسؤولين في وزارة الاوقاف الذين طالبوا الحكومة الرشيدة – بدهان سير – عدد كبير منهم من الاموال العامة 600 مليون دينار، على أساس أنهم بذلوا المجهودات الجبارة، وجابهوا الاخطار الصحية، وقضى العديد منهم الساعات الطوال في الصفوف الامامية المتعاملة التي تسببت بها جائحة كورونا؟! 

*** 

فهل هذه التصرفات هي ما حثنا عليه ديننا الأمجد؟! نستولي لأنفسنا ونحن لم نبذل أي جهد مذكور وملموس على مئات الآلاف من الدنانير، ونحرم منها أهل الحاجة وعلى رأسهم البدون والوافدون من الفتات المقدر بـ200 دينار شهريا.. إننا ندعو بموجب هذه السطور المتواضعة وخصوصا مشرعينا الكرام، وعلى رأسهم اعضاء لجنة حقوق الانسان في مجلس الامة الى التحقق من هذا الأمر ومحاسبة المسؤولين ان صح ذلك، لان هؤلاء المحتاجين الذين أُنهيت خدماتهم في رقابنا، ونحن مسؤولون عنهم، وبالأخص اخواننا في الانسانية غير محددي الجنسية، الذين كثرت حالات الانتحار بينهم مؤخرا بسبب العوز والحاجة.

*** 

ظلم وزارة الاوقاف لم يقتصر على اخواننا البدون في موضوع التكليف «بو 200 دينار» وإنما طال حتى المواطنين الكويتيين (حسب ما نشرته الزميلة صحيفة الراي في 2 يونيو الجاري) يقول الخبر ان كادر لائحة المؤذنين الكويتيين لا يزال حبيس ادراج الوزارة منذ سنوات، مع أن أحد مشاريع هذه الوزارة هو تعزيز مساجدها بالكوادر الوطنية، وجذبهم للتعيين في وظيفة امام ومؤذن بشكل رسمي، اذ ان أكثر من 1700 مسجد ليس فيها أكثر من 130 كويتياً معيناً! فالكادر المنتظر للأئمة والخطباء الكويتيين لم يأت لرفاهيتهم، بل هو لتعزيز المساجد، وتحقيق الأمن المجتمعي بتكويت هذه المهنة النبيلة. 

ونحن نقول للوزارة ممثلة بوزيرها الفاضل عيسى الكندري إننا لا نحسّ أننا في الكويت عندما نسمع من يؤذن الصلوات الخمس بلهجة بلاده التي أتى منها أو بعربيته المكسرة، والأذان والقرآن نحب أن يتليا بلهجة عربية سليمة.. فمتى يتحقق حلم مواطنينا مؤذنينا وخطبائنا الكويتيين على أيديكم؟! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك