«فيتش»: الكويت تملك أعلى نسبة احتياطيات نفطية إلى الإنتاج على مستوى العالم

الاقتصاد الآن

الآن 569 مشاهدات 0


أظهر‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬تملك‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬احتياطيات‭ ‬نفطية‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاج‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬يبلغ‭ ‬العمر‭ ‬الزمني‭ ‬لاحتياطياتها‭ ‬قرابة ‭ ‬100عام‭.‬

ويُعتبر‭ ‬مؤشر‭ ‬العمر‭ ‬الزمني‭ ‬للاحتياطيات‭ ‬وهو‭ ‬نسبة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاج‭ (‬R/P Ratio‭) ‬أكثر‭ ‬المؤشرات‭ ‬شيوعاً‭ ‬لكفاية‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬أو‭ ‬لمدى‭ ‬تغطيتها‭ ‬لمعدل‭ ‬الانتاج‭ ‬السنوي،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬العمر‭ ‬الزمني‭ ‬لما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬احتياطيات‭ ‬مؤكدة‭ ‬وفق‭ ‬معدلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحالية‭.‬

وبالاستناد‭ ‬إلى‭ ‬معدلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحالية،‭ ‬يقدر‭ ‬العمر‭ ‬الزمني‭ ‬للاحتياطيات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬حالياً‭ ‬بنحو‭ ‬50‭ ‬عاماً‭.‬

بالمقابل،‭ ‬بلغت‭ ‬حصة‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬احتياطيات‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬بسبب‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬وبدائل‭ ‬عن‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية،‭ ‬تواجه‭ ‬الكويت‭ ‬مخاطر‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬تُهدد‭ ‬أصولها‭ ‬النفطية،‭ ‬إذ‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اعتماد‭ ‬الدولة‭ ‬الهائل‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬وإيرادات‭ ‬النفط،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬جاءت‭ ‬الكويت‭ ‬ثانياً‭ ‬بعد‭ ‬أنغولا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬

ولفت‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬تناول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ومخاطره‭ ‬والتزام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬وضرورة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬ومساهمة‭ ‬التغير‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬بدائل‭ ‬مثل‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬بالتالي‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭.‬

 

كما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضغوط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬المستدام‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الأصول‭ ‬النفطية‭ ‬وتخفيض‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني،‭ ‬فيما‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأصول‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬الأصول‭ ‬المتعثرة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها،‭ ‬والمقصود‭ ‬بها‭ ‬الهبات‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتوزيع،‭ ‬أو‭ ‬الأصول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬بالكامل‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يعفو‭ ‬عليها‭ ‬الزمن‭ ‬قبل‭ ‬الأوان‭ ‬بسبب‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬صديق‭ ‬للبيئة‭.‬

وكانت‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬سابق‭ ‬أن‭ ‬اتجاه‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يخفض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الفحم‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬لاستخراجها‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أصول‭ ‬متعثرة‮»‬‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬بالكامل‭ ‬أبداً‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العشرين‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬صافي‭ ‬صادرات‭ ‬الفحم‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬متوسط‭ ‬صافٍ‭ ‬قدره‭ ‬1‭.‬6‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬تصنيفها‭ ‬الائتماني‭ ‬من‭ ‬2015‭-‬2020‭.‬

وأضافت‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬‭ ‬أن‭ ‬دولتين‭ ‬تخلفتا‭ ‬عن‭ ‬السداد،‭ ‬فيما‭ ‬خفضت‭ ‬تصنيف‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬بمقدار‭ ‬أربع‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

ورأت‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬تعوّض‭ ‬جزئياً‭ ‬عن‭ ‬الثروة‭ ‬النفطية،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬إمكانات‭ ‬الدول‭ ‬تتباين‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصادياتها،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تفاوت‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬المالي،‭ ‬فيما‭ ‬تشكل‭ ‬صناديق‭ ‬الثروات‭ ‬السيادية‭ ‬والأصول‭ ‬الأخرى‭ ‬مصدات‭ ‬مالية‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الكويت‭ ‬تحسين‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬والحوكمة،‭ ‬إذ‭ ‬يكشف‭ ‬مؤشر‭ ‬الحوكمة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬تراجع‭ ‬الكويت‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬نفطية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬النرويج‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر،‭ ‬وتراجعها‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬سهولة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأعمال‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الإمارات‭ ‬وقطر‭ ‬وعُمان‭ ‬والبحرين‭ ‬والسعودية‭. ‬وتوقعت‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء،‭ ‬والليثيوم‭ ‬والكوبالت‭ ‬وغيرها‭.‬

تعليقات

اكتب تعليقك