‫داهم القحطاني: هل نستغل الظرف ونصون نظامنا السياسي بالتشريعات؟ أم تضيع هذه الفرصة وتستمر المعاناة والأزمات السياسية المتكررة؟‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 630 مشاهدات 0


بـ 43 ألفاً و810 أصوات فاز المرشح عبيد المطيري، المعروف بعبيد الوسمي، بالمركز الأول في الانتخابات التكميلية للدائرة الانتخابية الخامسة، التي جرت السبت الماضي، لتكون هذه النتيجة بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي في الكويت، وهي مرحلة تقوم على ترجيح كفة الطرح السياسي الموضوعي بدلا من المراهنة على أساليب قديمة عفا عليها الزمن، ومنها الدعم عبر تخليص المعاملات الحكومية، وتضبيط المحاسيب بالمناصب القيادية، ودعم البعض ماديا، وانتخابيا.

هناك من سيفهم الرسالة التي وجهها الناخبون في الدائرة الخامسة عندما قبلوا ترشيح سياسي لا ينتمي تاريخيا للدائرة، وتجاوزوا انتماءاتهم القبلية والمذهبية والطائفية التي كان تؤثر بقوة في مسار الانتخابات البرلمانية، مقابل فكرة أن يكون هناك طرح وطني جامع.

لكن أيضا نتوقع أن هناك من لا يريد فهم الرسالة الشعبية، وسيصر على إعادة استخدام الأدوات التقليدية من أجل إخضاع الناخبين في الكويت لمبدأ الحاجة للنائب الذي ينجز المعاملات الحكومية، ويضمن المناصب القيادية.

نتائج انتخابات الثاني والعشرين من مايو لعام 2021 ستكون برأيي فرصة لا تقدر بثمن من أجل توافق مجلس الأمة، والحكومة على تشريع قانون الجمعيات السياسية، وتحقيق النقلة النوعية التي طالما انتظرها الكويتيون ليتحول النظام البرلماني الحالي إلى تنظيم العمل السياسي بدلا من هذا التشتت الذي نعيشه ما بين سنوات يتطور فيها العمل السياسي بسبب تنامي الوعي الشعبي، وسنوات تشهد التراجع والتردي بسبب العبث بالنظم الانتخابية، وبالتركيبة الانتخابية لكل دائرة وما يترتب على ذلك من تأجيج النزعات القبلية والطائفية والمذهبية.

هل نستغل الظرف ونصون نظامنا السياسي بالتشريعات؟ أم تضيع هذه الفرصة، وتستمر المعاناة والأزمات السياسية المتكررة؟

تعليقات

اكتب تعليقك