مصحف بدون سورة «النساء» يفجر موجة غضب واسعة.. والأوقاف تتدخل وتفتح تحقيقاً عاجلاً
محليات وبرلمانالآن مايو 20, 2021, 10:57 ص 751 مشاهدات 0
تسببت نسخة من القرآن الكريم توزع في الكويت بموجة غضب واسعة بين النشطاء، بعد اكتشاف أنها ناقصة ما يمس بكلام الله عز وجل ويمثل خطورة على الدين الإسلامي.
هذا ومن جانبه وبعد الضجة الواسعة وجه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت عيسى الكندري، خطاباً إلى الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما؛ لتزويده بالرد على ما قامت به الهيئة من إجراءات بشأن وجود نسخة من القرآن في البلد الخليجي خالية من سورة (النساء).
حيث عقبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، من وجود نسخة من القرآن الكريم داخل البلاد خالية من سورة النساء ونظراً لأن ذلك الأمر يمثل خطورة كبيرة لمساسها بكلام الله عز وجل. وأصدر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عيسى الكندري خطاباً موجهاً إلى الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما بحسبانها الجهة المناط بها التصريح لطباعة أو إضدار المصحف الشريف، وذلك لتزويده بالرد على ما قامت به الهيئة من اجراءات وتحديد المتسبب خلال 3 أيام عمل واعتبار الموضوع على درجة عالية من الأهمية.
وطالب الكندري الهيئة، باعتبارها الجهة المناط بها التصريح لطباعة أو إصدار المصحف الشريف، بتحديد المتسبب بما جرى خلال ثلاثة أيام عمل، نظراً لخطورة ما جرى ومساسه بكلام الله عز وجل.
وكان فيديو انتشر على نطاق واسع لأحد المواطنين في الكويت يخاطب وزير الأوقاف، للتحقيق في القضية بعد عرضه بمقطع فيديو نسخة من المصحف خالية من السورة الرابعة بشكل كامل.
وقال المواطن في مقطع الفيديو الذي سُمع فيه صوته فقط: ”إن المصحف ناقص من الأصل وغير مكتمل، ولا يوجد أي آثار لقطع الأوراق منه“.
وتساءل المواطن عن دور وزارة الأوقاف بالسماح بإدخال هذه المصاحف، وعدم التدقيق عليها، لخطورة ذلك، محذراً من تحريف في كتاب الله عز وجل.
هي وصلت لهالدرجة يعني حتى القرآن يحرفون فيه علشان عنصريتهم وكرههم لجنس النساء 🙃— ❤️ (@farah2035) May 19, 2021
والقرآن الكريم هو كتاب الله المعجز وكلامه، الذي انزله على محمد بن عبد الله للبيان والإعجاز.
وهو محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، ومنقولٌ بالتواتر، ومتعبد بتلاوته، وهو آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.
القرآن هو أقدم الكتب العربية، ويعد بشكل واسع الأعلى قيمةً لغويًّا، لما يجمعه من البلاغة والبيان والفصاحة.
وللقرآن أثر وفضل في توحيد وتطوير اللغة العربية وآدابها وعلومها الصرفية والنحوية، ووضع وتوحيد وتثبيت اللّبنات الأساس لقواعد اللغة العربية.
إذ يُعتبر مرجعًا وأساسًا لكل مساهمات الفطاحلة اللغويين في تطوير اللغة العربية كسيبويه وأبو الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهم، سواء عند القدماء أو المحدثين إلى حقبة أدب المهجر في العصر الحديث، ابتداءً من أحمد شوقي إلى رشيد سليم الخوري وجبران خليل جبران، وغيرهم من الذين كان لهم دور كبير في محاولة الدفع بإحياء اللغة والتراث العربي في العصر الحديث.
ويعود الفضل في توحيد اللغة العربیة إلى نزول القرآن الكريم، حيث لم تكن موحَّدة قبل هذا العهد رغم أنها كانت ذات غنًى ومرونة، إلى أن نزل القرآن وتحدى الجموع ببیانه، وأعطی اللغة العربية سیلًا من حسن السبك وعذوبة السَّجْعِ، ومن البلاغة والبيان ما عجز عنه بلغاء العرب.
وقد وحد القرآن الكريم اللغة العربية توحیدًا كاملًا وحفظها من التلاشي والانقراض، كما حدث مع العديد من اللغات السّامية الأخرى، التي أضحت لغات بائدة واندثرت مع الزمن، أو لغات طالها الضعف والانحطاط، وبالتالي عدم القدرة على مسايرة التغييرات والتجاذبات التي تعرفها الحضارة وشعوب العالم القديم والحديث.
ويحتوي القرآن على 114 سورة تصنف إلى مكّية ومدنية وفقًا لمكان وزمان نزول الوحي بها.
ويؤمن المسلمون أن القرآن أنزله الله على لسان الملَك جبريل إلى النبي محمد على مدى 23 سنة تقريبًا، بعد أن بلغ النبي محمد سن الأربعين، وحتى وفاته عام 11 هـ/632م.
كما يؤمن المسلمون بأن القرآن حُفظ بدقة على يد الصحابة، بعد أن نزل الوحي على النبي محمد فحفظه وقرأه على صحابته، وأن آياته محكمات مفصلات، وأنه يخاطب الأجيال كافة في كل القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الأحوال.
بعد وفاة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقًا لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب.
وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان بن عفان اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم.
فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة، وإعدام ما يخالف ذلك المصحف، وتوزيع تلك النسخ على الأمصار، واحتفظ لنفسه بنسخة منه.
تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني. لذا فيؤكد معظم العلماء أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر.
يؤمن المسلمون أن القرآن معجزة النبي محمد للعالمين، وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله، كما يعتبرونه دليلًا على نبوته، وتتويجًا لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدأت، وفقًا لعقيدة المسلمين، مع صحف آدم مرورًا بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولًا إلى إنجيل عيسى.
تعليقات