داهم القحطاني: إلى جنة الخلد يا صالح المورجي.. سأفتقد هذا الرجل الوطني والشخصية المميزة فقد كان ملحَ كل احتفال يجمعنا به رحمه الله
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مايو 9, 2021, 10:43 م 688 مشاهدات 1
عرفته منذ زمن طويل كأحد الوطنيين الثابتين على المبادئ الوطنية في مختلف الأحوال، فلا تأجيج قبلياً يهز ثوابته، ولا ترهيب دولة، ولا ترغيب متنفذين، فصالح المورجي استمر وانتهى كما بدأ، مناضلاً وطنياً لا يخشى في الله، وفي الدفاع عن الكويت لومة لائم.
وفي الوقت نفسه، ورغم صراحته الشديدة ووضوحه في تصريحاته، ولقاءاته الصحافية كسياسي وكنقابي، كان رحمه عفَّ اللسان، حسنَ المعشر، لا يحوِّل الخلاف السياسي والنقابي إلى خصومة شخصية، ولهذا كله كان «بوفايز» مقرباً من الجميع بمن في ذلك خصومه.
خلال عمله في نقابة العاملين في وزارة الكهرباء والماء في أواخر عمله المهني لفت انتباهي خلال مقابلة صحافية أجريتها معه لغته الراقية، ومطالبه المحددة، وتحذيراته الواضحة لمسؤولي الوزارة بتهديدات حادة المفردات تثير قلق المسؤولين بهدف تحقيق المطالب العمالية؛ لكنها لا تصل إلى حد الإساءة إلى أحد.
كان صالح المورجي في هذا الأسلوب النقابي المتميز ينقل لنا صورة طبق الأصل عن العمل النقابي الكويتي في حقبتَي الستينيات والسبعينيات حين كانت الحركة العمالية تتفوق في حركيتها وتأثيرها وثقافتها واطلاعها حتى على مجلس الأمة والحكومة مجتمعين.
كانت بالطبع له أدوار متعددة ضمن أطر العمل الوطني، ومن ضمنها الأدوار التي قام بها لدعم الحراك الشعبي خلال ما عرف بحركة «دواوين الإثنين» التي ضمت أطيافاً من الشخصيات الوطنية الرافضة حل برلمان 1985.
كما كانت له أدوار أخرى متعددة من خلال انتمائه للحركة التقدمية الكويتية، ومن ذلك شجاعته الواضحة في تنظيم ندوة شهيرة بديوانيته في منطقة القصور خلال الحراك الشعبي الرافض لمرسوم الصوت الواحد.
كانت الإجراءات والأمنية حينها متشددة إلى حد الملاحقة القضائية والتهديد بسحب الجناسي، وهو ما حصل بالفعل لاحقاً، لكن صالح المورجي لم يتردد في تأدية دوره الوطني رغم كل المحاذير، ورغم تردي صحته في السنوات العشر الأخيرة.
وإضافة إلى سلسلة ندوات لاحقة نظمها في ديوانيته ناقشت قضايا وطنية مهمة تتعلق أولاً وأخيرًا بمصلحة المواطن.
على المستوى العائلي ينتمي بوفايز إلى فخذ المورجي من قبيلة عتيبة الكريمة، وقد اشتهروا بحسن العشرة، وبالجوار العزيز، وبالنخوة الكريمة التي تمنع الهم، وتحضر وقت الشدائد وهي صفات تميز بها رحمه الله تعالى مع خفة نفس جعلت الجميع يحرصون على اللقاء به دوماً.
وأسريًا أحسن بوفايز وأم أولاده تربية الذرية الذين اكتسبوا من الأم والأب كل خلق حسن، وتميزوا بالتدين والورع، وبحسن معاملة الأقرباء والأصدقاء والجيران.
شخصياً سأفتقد هذا الرجل الوطني، والشخصية المميزة، فقد كان ملحَ كل احتفال يجمعنا به رحمه الله.
وعزائي وعزاء محبي صالح المورجي أنه سيكون في حال أفضل عند رب رحيم، وسيجد بإذن الله ما زرعه من خير وحب وحسن خلق وتدين، وعمل خالص لوجه الله، يثمر الرحمة والمغفرة، وحسن المآب.
يا مال الجنة الباردة يا بوفايز.
Broken مايو 10, 2021, 1:26 ص
اللهم آمين أوجعنا فراقه وكسر قلوبنا اسأل الله العظيم أن يجبر كسرنا