‫حسن العيسى: البلد ضائع تماماً بما حدث ويحدث في تمدد مسلسل فضائح الفساد والمحسوبيات وشراء الولاءات حتى هذه اللحظة.. والناس تائهون في هذا اللهو السياسي المدمر‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 664 مشاهدات 0


من المسؤول عن هذه الرسائل التي تخرج علينا هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي، كل فحواها خطاب سلطوي منتهي الصلاحية بأن السلطة ستضرب بيد من حديد، فهي تهدد بأنها ستحل المجلس "حلاً غير دستوري"، أو تعدل في الدوائر، وأنها ستغير في التشريعات، وتحبس وستفعل كذا وكذا. ويا ويل من يخالفنا.

هل نتصور بأنهم أتباع السلطة، الذين يعبرون رمزياً عن حلم السلطة بأن تكون الآمر الناهي وحدها، فالأمور تجاوزت حدودها من معارضة الأغلبية المجلسية، وأن صبر السلطة له حدود؟ ربما!

أم أن المسؤولين هم جماعة من المعارضة، التي تريد أن تجهز الدواء "قبل الفلعة"؟ فهم يريدون قطع الطريق على الحكومة برسالة رمزية تقول إننا نعلم بما تحلمون به، وسنكون جاهزين في حالة قيامكم بهذا، أيضاً ربما!

قد يكون وراء هذه الرسائل التهديدية بعض أبناء السلطة الغاضبين، الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى معارضين شرسين يريدون حكماً ديمقراطياً صحيحاً، وأنهم مع الأغلبية البرلمانية، لأن كبار السلطة تناسوا بعض أبنائهم في توزيع ما تبقى من كعكة السلطة، قد يصح مثل هذا التصور!

الحقيقي المؤكد، وبصرف النظر عن خطاب عمالقة السياسة والاقتصاد في الحكومة والمعارضة معاً، هو أن البلد ضائع تماماً بما حدث ويحدث في تمدد مسلسل فضائح الفساد والمحسوبيات وشراء الولاءات حتى هذه اللحظة، والناس تائهون في هذا اللهو السياسي المدمر، ففي النهاية لا أحد ينتظر الغد، فهو لن يكون غير الخراب، فلا يوجد من يقرأ ولا أحد يستوعب، مساكين أبناؤنا وبناتنا.

تعليقات

اكتب تعليقك