للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي: سيدتان تقفان خلف الرئيس الأمريكي خلال خطابه

عربي و دولي

الآن - أ ف ب 656 مشاهدات 0


للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، جلست سيدتان خلف الرئيس الأميركي خلال خطابه السياسي الكبير أمام الكونغرس مساء الأربعاء، هما نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

يعد ذلك ظاهرة غير مسبوقة رافقت أحداثا تاريخية أخرى.

بسبب الجائحة، عقد هذا الاجتماع السنوي المهم في السياسة الأميركية أمام حضور محدود مع وضع الكمامات.

تحدث بايدن في الكونغرس الذي حاول مناصرو الرئيس السابق دونالد ترامب اقتحامه في السادس من يناير الماضي، وأشار إلى الهجوم الدامي.

وقال متوجها إلى البرلمانيين الذين اضطروا إلى الفرار من الكابيتول واضعين أقنعة واقية من الغاز "فيما نجتمع هنا مساء اليوم (الأربعاء) لا تزال مشاهد حشود عنيفة تهاجم الكابيتول وتلطخ ديموقراطيتنا عالقة في أذهاننا جميعا".

وأضاف في نهاية خطابه "كان التمرد أزمة وجودية واختبارا لنرى ما إذا كانت ديموقراطيتنا ستصمد، وبالفعل صمدت".

استهل بادين خطابه مشددا على الطابع التاريخي للامسية، قائلاً "سيدتي رئيسة مجلس النواب (نانسي بيلوسي) وسيدتي نائبة الرئيس (كامالا هاريس)" وسط تصفيق حاد. وأضاف "لم ينطق أي رئيس قبلا بهذه العبارات. وآن الأوان لذلك".

حضرت زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس التي تبلغ من العمر 81 عاماً خطابات رئاسية عديدة.

وأثارت الدهشة في فبراير 2020 عندما مزقت أمام الكاميرات نص الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب حول حال الاتحاد.

لكن بجلوس كامالا هاريس إلى جانبها لأول مرة، تركت المسؤولتان بصماتهما في 245 عاماً من تاريخ أميركا.

هاريس (56 عاما) وهي ابنة مهاجرين من أصول هندية وجامايكية، وسناتور سابقة ومدعية عامة سابقة، أول امرأة تتولى منصب نائب لرئيس الولايات المتحدة.

وكتبت باربارا لي النائبة الديموقراطية في المجلس في تغريدة "كالعديد من النساء أشعر بفخر حاليا لتمثيلنا. كان من المفترض أن يحصل ذلك منذ زمن بعيد".

وألقى بايدن خطابه بنبرة هادئة أمام نحو 200 برلماني وعدد قليل من أعضاء إدارته في تناقض صارخ للخطابات سلفه دونالد ترامب، ومع أجواء هذا الاجتماع السنوي الكبير كما هي الخطابات السياسية الكبيرة، التي ألقيت على مدى أربعين عاماً أمام نحو 1500 مدعو يجلسون عادة على مقاعد مجلس النواب في جو حماسي لدى وصولهم، يعقبه صمت رزين يقاطعه تصفيق مدو.

وكان جون روبرتس، القاضي الوحيد في المحكمة العليا الذي حضر الخطاب، إلى جانب وزيري الخارجية والدفاع أنتوني بلينكن ولويد أوستن. لكن بقية أعضاء الحكومة تابعوا الخطاب على التلفزيون.

وعلى شرفة خالية من المدعوين جلست زوجة بايدن جيل هذه المرة على مسافة بعيدة من داغلاس إمهوف زوج هاريس بسبب فيروس كورونا.

وفي تجاوز آخر للأعراف، لم يتم هذه السنة اختيار «ناجٍ معين»، أي عضو في الحكومة يتم اختياره كل عام حتى لا يحضر الخطاب ويبقى في مكان غير معلوم حتى يتمكن من تولي زمام السلطة في حال وقوع هجوم على المبنى.

ومستذكرا السنة التي شهدت تفشي وباء "كوفيد - 19" والنهاية المدوية لرئاسة ترامب وصدمة الهجوم على مبنى الكابيتول، أراد الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة، مرة أخرى، كما فعل طوال حملته الرئاسية، أن يقدم نفسه بصفته شخصية جامعة.

وقال "لقد شاهدنا هاوية التمرد والاستبداد والجائحة والمعاناة، وبقينا، نحن الشعب، أقوياء"، مستشهدا بديباجة الدستور الأميركي.

وأضاف "اننا الولايات المتحدة الأميركية"، مستعيداً واحدة من أشهر عبارات حملته. وخلص إلى القول "لا شيء يستحيل علينا (...) إذا فعلنا ذلك معا".

تعليقات

اكتب تعليقك