مبارك الدويلة: هل نشاهد عودة مجلس أمة قوي يفرض أجندته الإصلاحية على جدول الأعمال ويحول برامجه إلى واقع تشريعي؟
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة إبريل 26, 2021, 10:27 م 748 مشاهدات 0
المتابع لمجريات الأحداث في العالم العربي ومنطقة الخليج بشكل خاص يشعر بأن الحريات العامة في تراجع مستمر، وبقايا الديموقراطية إلى زوال، حتى إن الكويت، وهي الدولة الوحيدة التي فيها ما يشبه الديموقراطية، بدأت تتراجع عن هذا المكتسب، وكأنها غارت مما يجري حواليها واستنكرت تفردها بهذه الممارسة! لذلك شاهدنا هذا التراجع الكبير في الحريات العامة، وأصبح وجود سجناء رأي ظاهرة كويتية، وفقدت الكويت ما كان يميزها عن جيرانها وشقيقاتها دول المنطقة!
لكن ما الذي يجري في الكويت اليوم..؟!
كيف نفسر هذا التأييد الشعبي للمعارضة السياسية والبرلمانية في صراعها مع الحكومة؟!
الظاهر، والله أعلم، أن الروح الكويتية التواقة إلى رؤية الكويت مركزاً للممارسة البرلمانية السليمة ومأوى لحرية الكلمة، هذه الروح تحركت في نفوس الشباب الكويتي، الذي عاصر المرحلة الذهبية، فثار على الفساد الذي أزكم النفوس ورفض الظلم الذي انتشر في كل زاوية من زوايا المجتمع، واستغل أول حدث عام وهو الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فأوصل أولى رسائله إلى الحكومة مفادها أننا نريد نواباً يضعون حداً لتجاوزاتها، لكن الكثير من المؤشرات تدلّ على أن الحكومة مستمرة في تجاهل مغزى هذه الرسالة، وتتصرف بطريقة استفزازية إلى حدّ كبير للشارع المحلي ابتداء من انتخابات رئاسة مجلس الأمة واللجان البرلمانية، وانتهاء باستغلال غياب المعارضة عن الجلسة لتمرير قرار تأجيل استجوابات رئيس الحكومة، بما فيها اللاحقة! هذه التصرفات أوجدت شرخاً بين الشعب ممثلاً بنوابه، وبين الحكومة، خاصة ما يتم تداوله من أن بعض تصرفات الحكومة لم تكن بإرادة رئيسها!
اليوم تأتي الانتخابات التكميلية لتسجل حدثاً شعبياً فريداً، شعاره أن الشعب يريد إسقاط الحكومة وحلفائها في مجلس الأمة!
فهل عودة الروح للشارع الكويتي مؤشر على عودة الديموقراطية الحقة للجو العام الكويتي؟!
هل نشاهد عودة مجلس أمة قوي يفرض أجندته الإصلاحية على جدول الأعمال ويحول برامجه إلى واقع تشريعي؟
أي تفكير اليوم لحل مجلس الأمة سيكون كارثياً على الحكومة، لأن الجو العام غاضب عليها، ويحملها مسؤولية كل ما يحدث من فساد وتجاوزات!
لذلك إذا أرادت الحكومة أن تخرج بأقل الخسائر فعليها أن تستقيل، ومع قناعتي الشخصية بإمكانيات صباح الخالد الجيدة إلا أن الظروف لم تخدمه، لذلك سيكون التحدي القادم هو البحث عن رئيس جديد للحكومة يتحمل المرحلة القادمة! ومن يعلم فقد نشاهد أول رئيس وزراء شعبي!
ختاماً، هل نشاهد عودة الروح إلى منطقة الخليج وشعوبها بمشاهدة ممارسة ديموقراطية صحيحة متمثلة بمجلس الأمة الكويتي وعلاقته مع الحكومة؟!
تعليقات