‫د.تركي العازمي: العدالة وتطبيق القانون واختيار رجال دولة بعيداً عن حسابات بائدة كالمحاصصة والفئوية والقبلية لهو المدخل إلى الإصلاح‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 708 مشاهدات 0


في حوار مع «الراي» - نُشر الأحد الماضي - رأي السفير الكويتي في روما الشيخ عزام الصباح أن نظام المجلسين يطوّر الحياة السياسية والمسيرة النيابية، وذلك من خلال إضافة مجلس الشيوخ الذي يضمّ أهم الخبرات التشريعية الدستورية القانونية، كما هو معمول به في الديموقراطيات المتقدّمة.

وهنا أودّ أن أوضّح للشيخ عزام الصباح وللجميع، أننا في الكويت نعاني من مشكلة إدارية صرفة، مما يتطلّب أن يتضمن مجلس الشيوخ - الذي اقترحه - خبرات في مجال الإدارة والقيادة والتخطيط الإستراتيجي، وذلك لأن برنامج عمل الحكومة والقضايا العالقة تتطلّب في المقام الأول هذه التخصصات.

وبالنسبة للانتخابات التكميلية لمجلس الأمة في الدائرة الخامسة، فقد أغلق باب الترشح على 35 مرشحاً مع توقعات كبيرة بفوز الدكتور عبيد الوسمي، لا سيما بعد تنازل الدكتور عبدالهادي العجمي والدكتور خالد المرداس وسعود العصفور.

في الأيام القادمة تقدم لجنة فحص طلبات الترشح تقريرها، وترفعه إلى وزير الداخلية، ونتمنى ألّا نمر بالظروف والملابسات نفسها في قضية شطب الدكتور بدر الداهوم.

الشاهد أننا أمام مرحلة مفصلية فيها صوت الإصلاح قد ارتفع، وكثير من المواطنين على مختلف فئاتهم ومكوناتهم يقفون دعماً لأي مرشح يحمل حسّاً وطنياً إصلاحياً.

المسألة تقديرية، يرى فيها أصحاب الرؤى السابقة خلاف ذلك، حيث إنهم ما زالوا يتبعون النهج نفسه، وهذا ما ذكرناه في مقالات سابقة، وبالتالي ارتفع مؤشر الفساد بشقية الإداري والمالي... بينما أصحاب الرؤى الإصلاحية الداعمون للتغيير نحو الأصلح يدعون إلى احتواء غضب الشارع الكويتي، من خلال فهم متطلبات الوضع الراهن، وتغيير التكتيكات القديمة واستبدالها بحديثة، تضع الكفاءات والأخيار من أبناء الوطن في مقدمة الخيارات، لبناء الوطن وإحداث النقلة النوعية التي تساهم في محاربة الفساد قولاً وعملاً.

نعلم أننا نعاني من تيه في طبيعة الممارسة الديموقراطية سببه سوء الاختيار لنواب مجلس الأمة بين المرشحين وقد تكون الانتخابات القادمة نقطة تحول بعد أن بلغ الوعي بين جموع الناخبين نسبة كبيرة.

ونعلم أن «الفلوس» و «المناصب» الباراشوتية لا تبني وطناً على الإطلاق... فهل نستوعب الدرس لا سيما وأن الفكر الإستراتيجي يقول: «إن خطأ اليوم يشكّل إستراتيجية الغد»، ونحن بلا شك نعاني إلى حد كبير من قصور في فهم وتطبيق الإدارة الإستراتيجية، وإلا كيف لنا القبول ببقاء رؤية الكويت على وضعها بعد جائحة كورونا، وكيف لنا بقبول برنامج عمل الحكومة المقدم.

الزبدة:

العدالة وتطبيق القانون واختيار رجال دولة، بعيداً عن حسابات بائدة كالمحاصصة والفئوية والقبلية لهو المدخل إلى الإصلاح.

اعقلوها وتوكّلوا على الله في اتخاذ القرارات الصحيحة التي ينتظرها الشارع، قبل أن ينهار البلد، فالكويت بلد خير غطّت مساعداته ومنحه شتى بقاع الأرض، وواجب أن نعطي الفرصة والمجال للخبرات الكويتية، عبر الابتعاد عن دائرة الاختيار الضيّقة وما يقدم من قوم إلا أخيارها... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك