داهم القحطاني: أفضل طريقة لمواجهة الصوت الواحد تكون عبر خوض الانتخابات تحت شعار إسقاط الصوت الواحد
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني إبريل 25, 2021, 10:42 م 687 مشاهدات 0
حين أعلن الدكتور عبيد الوسمي خوضه الانتخابات البرلمانية التكميلية في الدائرة الانتخابية الخامسة، رغم موقفه المعلن والساخر من مجرد فكرة المشاركة في انتخابات الصوت الواحد، تذكرت قصة حصلت لي مع الزميل الإعلامي الدكتور هادي العجمي، حين قلت له ذات مرة إن المعارضة ستشارك في انتخابات الصوت الواحد في نهاية الأمر مهما قاطعت، فطبيعة النظام السياسي الكويتي لا تعتبر مقاطعة الانتخابات عاملاً مؤثراً وحاسماً.
القصة كانت قبيل حكم المحكمة الدستورية بشأن الطعن في انتخابات مجلس الأمة المنتخب في ديسمبر 2012 بنحو أسبوعين، حيث سألني الزميل هادي العجمي، وكنا حينها نقدم برنامج «الكلام الحر» في قناة اليوم على الهواء مباشرة: «هل ستشارك في الانتخابات البرلمانية وفق الصوت الواحد إذا ما اعتبرت المحكمة الدستورية أن إصدار قانون الصوت الواحد بمرسوم ضرورة لا يبطل انتخابات مجلس الأمة؟».
أجبت بالتأكيد سأشارك فطالما قررت المحكمة الدستورية ذلك، فهنا يجب على المعارضة أن تخوض الانتخابات، لأن المبرر الدستوري الذي يمنع ذلك قد زال، ولأن أفضل طريقة لمواجهة الصوت الواحد تكون عبر خوض الانتخابات تحت شعار إسقاط الصوت الواحد.
وأضفت أن مقاطعة انتخابات مجلس الأمة 2013 ستكون فخاً كبيراً للمعارضة الوطنية، وستؤدي إلى استفراد تيار ذي توجه معين بمجلس الأمة، وبما يتضمنه من وسائل برلمانية وسياسية، قد تؤدي إلى خلق طبقة سياسية جديدة لا يمكن هزيمتها لاحقاً بسهولة.
لا أقول إن الدكتور عبيد الوسمي أو من قاطع الانتخابات فعلوا ذلك بجهالة إنما كانت لديهم مواقف سياسية كانت تستهدف عبر المقاطعة التراجع عن النهج السلطوي والمتفرد، لكنها مواقف ثبت أنها لم تكن مؤثرة، حيث أثبت الواقع السياسي أن المشاركة في انتخابات مجلس الأمة في 2016 و2020 ترشيحاً وتصويتاً كان لها الدور الأهم في استعادة القوى الإصلاحية لزمام المبادرة في مجلس الأمة وفي المشهد السياسي بشكل عام.
في هذا درس مهم للجميع بضرورة الابتعاد عن الانفعال والعاطفة عند اتخاذ القرارات الكبرى، وأهمية أن تبنى هذه القرارات وفق آراء وتقارير مختصين في التحليل السياسي والبرلماني، وهؤلاء يمكن أن يكون لهم دور استشاري يستعين فيه السياسيون قبل المضي في اتخاذ القرارات الحاسمة.
في ما يتعلق في موضوع الانتخابات التكميلية للدائرة الخامسة، فالأمر يتعلق بمحددات عدة، من ضمنها الظرف السياسي الضاغط، وهو في هذه الحالة إسقاط عضوية النائب بدر الداهوم، ووجود رأي عام ضاغط يطالب بأن يتم انتخاب شخص يتشابه مع الداهوم في موقفه الصلب تجاه الحكومة وأقليتها البرلمانية.
وفي ظل إعلان قبيلة العوازم في مقاطعة هذه الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً كموقف سياسي وشعبي رافض لإسقاط عضوية الدكتور بدر الداهوم، يبدو أن النجاح سيكون حليف المرشح الدكتور عبيد الوسمي، ما لم تكن هناك ترتيبات من المعسكر الآخر لدعم مرشح بعينه، وتوفير الظروف السياسية والانتخابية التي تدعم موقفه، ومن ضمنها محاولة اختراق صفوف الإصلاحيين بإثارة النعرات، حينها سيكون الموقف غير محسوم.
تعليقات