‫د.تركي العازمي: مشكلتنا في المجاملة والمحاصصة كما أن غضّ البصر عن بعض رموز الفساد انعكاساته خطيرة‬

الثابت أنه في رمضان تصفد الشياطين، ووقوع الشرور والفواحش فيه قليل، بالنسبة إلى غيره من الشهور و... «مصائب الإنسان في مكائد الشيطان».

وفي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم «لعن الله الراشي والمرتشي»... والرشوة هي دفع مال لمن يعمل ما يخالف الأمر الشرعي، وما يخلّ بالأمانة في كل نواحي الحياة بما فيها الممارسة الديموقراطية... وحول كتمان الشهادة، يقول الله جل وعلا: «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه» (من فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله).

وهنا سأكتب شهادتي في رمضان بقول «لا تجامل وبس»: كيف ؟

في المقال السابق المعنون بـ«نحتاج ريتز كويتي» وضّحنا مفهوم الفساد المتضمن الرشوة والعمولات والتجاوزات على المال العام، وإن قال البعض منكراً التهمة «ضحك علي الشيطان» أو «ما أدري عن الفلوس اللي دخلت بحسابي»... إلخ.

فهل نحتاج إلى قاضٍ مثل الإيطالي أنطونيو ديبيتو،الذي تتبّع خيوط الفساد وأطاح بعلية القوم ورموز الفساد وطهّر إيطاليا من غول الفساد؟

لماذا لا تكون أنت القاضي و«لا تجامل وبس»؟... ممكن لو سمحت!

الزبدة:

نقول للحكومة... مَن زرع الواسطة، ومَن دفع الرشوة، ومَن أخذ عمولة ومَن عيّن غير الكفاءات ومَن عطّل حال البلد وأضاع مصالح العباد والمال العام: احكموا بالعدل واقضوا على الواسطة والمال السياسي، وتحلّوا بالشجاعة قبل أن تنهار البلاد وكل السبل متاحة أمامكم.

نقول للنواب: كل نائب قاضٍ على نفسه، فعليه محاسبة نفسه في رمضان من خلال مواقفه وما اكتسبه: حلال أم حرام بما فيها الواسطة !

ونقول لكل ناخب... أنت مشارك بما تراه من فساد وتيه إداري ولو «ركبوك الباص» في قضايا جانبية مفتعلة ومخطط لها... هل اخترت المرشح الأكفأ؟ هل حاولت أن تستنكر صور الفساد التي أزكمت الأنوف.

مشكلتنا في المجاملة والمحاصصة، كما أن غضّ البصر عن بعض رموز الفساد انعكاساته خطيرة ونذكّره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»... وبعض الضعفاء غطاء لأسماء فاسدين كبار: عارف كيف ؟

أسأل الله العلي العظيم أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة، وأن يحسن اختيار الناخبين للنواب واختيار الحكومة لقياديين، على قدر من المسؤولية والكفاءة والخبرة وحسن السيرة والسلوك... وعليكم بأهل الشرف بعيداً عن المجاملة وبس... الله المستعان.