عبدالعزيز الكندري: لنكن صرحاء أننا مجتمع لديه الكثير من العقد والأمراض العنصرية المزمنة تجاه الوافدين ومن يتبنّى هذه القضايا لديه قدر كبير من الذكاء وذلك لإلهاء الناس عن القضايا المهمة
زاوية الكتابكتب إبريل 7, 2021, 9:58 م 830 مشاهدات 0
أفضل طريقة لحل أي مشكلة تواجه الإنسان هي التشخيص الصحيح البعيد عن العواطف، ولكن مع الأسف قليل من الناس يفعل ذلك، لذلك دائماً نحاول الهروب إلى الأمام، ولا نبحث عن حلّ حقيقي وتشخيص صحيح وواقعي للمشكلة.
ومن الأمثلة على ذلك الحديث عن الوافدين الذين لديهم ملف في الطب النفسي، فنجد أصواتاً تدعو إلى تسفير الوافد المريض النفسي، وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف.
وزيارة واحدة لسكن الوافدين في منطقة الجليب - على سبيل المثال - ستشاهدون المباني المتهالكة غير الصالحة للسكن الآدمي الذي كرمه الله عزوجل، والروائح الكريهة نتيجة مجاري الصرف غير الصحيحة، والتي غالباً ما تطفح على الأسطح، وتكدّس مجموعة من العمالة في غرف صغيرة يتم تأجير الأسرة فيها.
وبعد كل هذه المشاكل هل هناك آدمي لا يصاب بمرض نفسي نتيجة هذه الأوضاع البائسة، ولو وضعنا أنفسنا مكان هؤلاء البشر فهل نقبل على أنفسنا أن نعيش في مثل هذه الأماكن، أو أنك لم تتسلّم راتبك لمدة أشهر ولديك أبناء وزوجة في بلدك ينتظرون منك هذه التحويلات الشهرية، ماهو شعورك ؟!
ونحن نعيش الآن في وضع استثنائي نتيجة جائحة «كورونا» - ونسأل الله أن يرفع هذا الوباء عن العالم أجمع - وكثرة جلوس الناس في البيت قد تؤدي إلى بعض الأمراض النفسية بسبب قلة النوم أو القلق والاكتئاب، وهذه لا شك أمور عارضة ستزول بإذن الله، ولكنها تحتاج إلى حسن التعامل معها.
ولنكن صرحاء أننا مجتمع لديه الكثير من العقد والأمراض العنصرية المزمنة تجاه الوافدين، ومن يتبنّى هذه القضايا لديه قدر كبير من الذكاء وذلك لإلهاء الناس عن القضايا المهمة، ومع أن هذا الأمر يجب ألّا يصدر منا لأننا كنا لاجئين في يوم من الأيام.
وتسعى معظم دول العالم إلى جلب الكفاءات إليها وتوفير الراحة والاستقرار لها، حتى تستطيع تأدية أعمالها بكل كفاءة، فعدد الوافدين في الكويت يقدّر بـ70 في المئة تقريباً من نسبة عدد السكان، والخطأ الذي يصدر من الوافد يجب أن يحاسب عليه وحده، وهذا حق للدولة لملاحقة المخالفين وليس بتسليط الضوء على فئة كاملة، ويجب معرفة أن الوافد لا يأتي إلا من خلال كفيل كويتي، وتنظيم سوق العمل من جديد يحتاج وقفة جادة وقراءة الموضوع من شتى جوانبه، لا أن نوجّه سهام الاتهام إلى العمالة الوافدة في كل مناسبة تذكر.
كفانا عنصرية والحديث السلبي عن الوافدين، خصوصاً وأنهم في الصفوف الأمامية وقدموا أرواحهم مقابل التزامهم بواجبهم الإنساني النبيل، رحمهم الله جميعاً.
تعليقات