‫عيسى العميري: الوقت قد حان من أجل المُضي قدماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي في الكويت كما أنه أصبح ضرورة ملحة تفرض نفسها على الساحة المحلية‬

أصبحت مسألة الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الزراعي في الكويت، من الأمور المهم التي تخطو فيها الدولة خطوات جادة، إلا أنها - لو قورنت بدول أخرى - ستبدو قليلة، لذا فإن مطالبتنا بتحقيق هذا الاكتفاء الذاتي محقة، وذلك من واقع التجارب السابقة، التي مرّت بها الكويت في العقود الماضية، والتي كانت خلالها تحت رحمة الاستيراد وظروفه، خصوصاً في فترة كورونا وإغلاق الحدود الدولية.

وبالتالي فإن الوقت قد حان من أجل المُضي قدماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي في دولة الكويت، كما أنه أصبح ضرورة ملحة تفرض نفسها على الساحة المحلية، وتدفع الدولة لاتخاذ السياسات المناسبة لتأمين احتياجات ومتطلبات الاكتفاء الذاتي بدءاً من منح الأراضي للمهتمين بالثروة الزراعية من أبناء الشعب الكويتي، للخوض في مجال الزراعة وفق ظروف وإمكانات وطبيعة الجو في هذه المنطقة من العالم، ويجب أن تكون أسعار هذه الأراضي زهيدة، ومن ثم تقديم كل الإمكانات والتسهيلات لمساعدة الذين منحت لهم هذه الأراضي في تحقيق الإنتاجية المطلوبة، ومن ثمّ تذليل العقبات أمامهم، مع المتابعة والمراقبة، للتأكد من التزامهم بما هو مطلوب منهم.

ففي الكويت تتوافر مساحات كثيرة من الأراضي غير المستغلّة استغلالاً صحيحاً، وهي بحاجة إلى إجراء بعض الإصلاحات الزراعية فيه لجعلها تربة صالحة للزراعة، من توفير مخصبات ومياه وخلافه.

فالاكتفاء الذاتي قضية بالغة الأهمية، إذ أنه من غير المعقول استمرار الاعتماد على الاستيراد الخارجي، لتلبية حاجة الطلب المحلي خصوصاً من السلع الغذائية.

إن تنفيذ مشروع الاكتفاء الذاتي إذا ما طُبّق حسب الأصول فإنه سيُشكّل مصدراً مهمّاً من مصادر الدخل في الدولة، وسيُساهم في الوصول إلى مرحلة التصدير، وذلك من واقع تجارب متعددة لدول لديها الظروف المناخية نفسها الموجودة في الكويت.

كما أن هناك فرصة ثمينة جداً في هذا الصدد للاستفادة الكاملة من ظروف الجو في بلدنا الحبيب، من نوفمبر وحتى أبريل وهي الفترة التي يكون فيها المناخ مناسباً للعديد من مواسم الزراعة في الوقت الذي يُعاني فيه العديد من البلاد من صعوبة الطقس.

وفي الختام فإننا نتمنى من المسؤولين إصدار مجموعة من القرارات الحاسمة والجريئة، التي تخدم البلاد وتوفّر مورداً زراعياً مهماً خصوصاً في العقود المقبلة... والله الموفق.