عبدالعزيز الكندري: الإنسان العاقل لا يحقد ولا يكره وإنما يسامح ويتسامح لأن التسامح قيمة وفضيلة من أجمل القيم والفضائل
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2021, 10:39 م 984 مشاهدات 0
«لو عمد كل شخص للانتقام (العين بالعين)، لصار العالم كله أعمى». غاندي
في قراءة الكتب الكثير من الفوائد، فهي تساهم في زيادة الوعي الثقافي، علاوة على الاطلاع على الثقافات السابقة والتعلم وأخذ العِبر، كذلك اكتساب المعرفة من كتب التاريخ وطرح الأسئلة والتساؤلات المهمة مثلما يقوم به باحث الدكتوراه، والبعض يبحث في الكتب عن الثأر و«الثارات» القديمة، وقد يصدّق حادثة قديمة ليبرّر حقده على الطرف الآخر.
ولكن دراسة كتب التاريخ تحتاج إلى الهدوء والسكينة، وأن نمتلك عقلية نقدية وهذا ما نفتقده في العالم العالم العربي، بسبب أننا لم نتعلّم وندرس في المدارس النقد، فكان الحفظ والتلقين، ولكن مع الأسف البعض لا يتعلّم بسبب المكابرة والحقد والكُره على خصومه.
يقول المرحوم نجيب الزامل: «انظر إلى ما يجري الآن من انتهاكات للروح البشرية، وعمليات انتقام وحقد لا يتحمّلها الضمير الإنساني في جوهره، بسبب حكايا موغلة بالزمن أو من أوهام وخرافات صارت أقوى عمقاً وتأثيراً وتأثّراً من الحقيقة، إما بسبب الانتماء لجنس معين وإما لدين معين أو لون معين أو طبقة معيّنة».
كما يقول مايكل باري في كتابه عن علاج الأمراض السرطانية: «إن فقدان القدرة على المسامحة هو في حد ذاته ظاهرة مرضية تؤثر سلباً على الصحة، خصوصاً إذا كان المرء مصاباً بأحد الأمراض المزمنة»، وأضاف: «إنه من المثبت علمياً أن التوتر العصبي نتيجة عدم المسامحة، يضرّ بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية والشرايين ونظام المناعة في الجسم».
ويذكر الدكتور وليد فتيحي بقوله: «إن الأشخاص الذين يرفضون الصفح والعفو قد يعتقدون أنهم يعاقبون غيرهم، ولكنهم الوحيدون الذين يدفعون الثمن هم هؤلاء أنفسهم لعدم قدرتهم على العفو والصفح، وهم كذلك أشبه بالذي يتجرّع السمّ ويتوقّع بذلك أن يؤذي به غيره».
وحذّر أستاذ جراحة الأورام في المعهد القومي للأورام في جامعة القاهرة الدكتور منير أبو العلا من خطر الانسياق إلى مشاعر الحقد والرغبة في الانتقام، مؤكداً أن ذلك يضعف جهاز المناعة ويجعله فريسة سهلة للأورام السرطانية الخبيثة.
لذلك الإنسان العاقل لا يحقد ولا يكره وإنما يسامح ويتسامح، لأن التسامح قيمة وفضيلة من أجمل القيم والفضائل، بل قد لا يمكن أن يعيش المرء في استقرار وسلام داخلي، من غير تسامح وسلامة صدر وعفو عن الآخرين.
ولا تحاول أن تنتقم من أحد حتى ممن ظلمك، ولكن دافع عن نفسك وكافح من أجل أن تنجح في مجالك أكثر وتنافس نفسك وتكون أفضل من السابق، فهذا أفضل انتقام أن تنجح أكثر وبصورة أكبر، ولا تفكّر في ما يقوله عنك الآخرون.
تعليقات