‫طلال العرب: ماذا عن ملفات الفساد؟ وماذا عن الأموال والأراضي المنهوبة؟ وماذا عن المزورين والمرتشين والصفقات المشبوهة؟ وماذا عن الشهادات المزورة؟ والقبيضة؟‬

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 504 مشاهدات 0


وماذا عن ملفات الفساد؟ وماذا عن الأموال والأراضي المنهوبة؟ وماذا عن المزورين والمرتشين والصفقات المشبوهة؟ وماذا عن الشهادات المزورة؟ والقبيضة؟ وعن وعن؟ هل نسيتموها أم تناسيتموها؟ هل اختصرتم كل مشاكل الكويت على العفو العام؟ واسقاط عضوية نائب؟ وإطلاق سراح غير ملتزمين بالإجراءات الصحية؟ يبدو والله أعلم أن هناك من استطاع بدهاء أن يلهيكم عنها.

أولويات البلد يا نوابنا الأفاضل يجب ألا تتغير، انه عار عليكم أن تركنوها لتتفرغوا لمعارك جانبية، نقولها ونحن نشعر بالأسف إن بعضكم فتحها أو إنها فُتحت لكم لإلهائكم عن المهمة الأساسية التي من أجلها انتخبتم.

بعض الاخوة النواب ينبرون دائما للدفاع عن أحد زملائهم بحجة أنه رمز سياسي، ولكن هذا قول خطأ، فيجب ألا يقفوا مع المخطئ، أيا كان خطأه، والرمزية السياسية لا تطلق على عواهنها، فهي لا تطلق على من يحتمي بقبيلته أو طائفته أو حزبه، الرمز السياسي هو المتجّرد من كل أهواء شخصية او عائلية او انتمائية، نظيف السيرة والسريرة، لم يستفد من فترة عضويته، دخل نظيفا وخرج أنظف، محتميا بمواطنيه من مختلف المشارب، الرمز السياسي له بصمات إصلاحية واضحة وجلية، واقتراحاته وطنية بعيدة عن دغدغة المشاعر، وعن الشعبوية، فكم هناك تحت قبة عبدالله السالم من يستحق هذا الشرف؟

نطالب من تهمهم مصالح البلد وأمواله بألا تلهيهم المعارك الجانبية، والاستجوابات المتلاحقة، واسقاط العضويات عن مهمتهم الأهم والأخطر والتي ينتظر الشعب منكم ألا تغفلوها ولا تتغافلوا عنها، فهناك بعض الوزراء والمسؤولين مخلصون مثلهم كمثل بعضكم يريدون انقاذ البلد والخروج به من هذه الدوامات السياسية المتلاحقة، فضعوا أيديكم بأيديهم، ولا تنجرفوا وراء العواطف الآنية، وسياسة عض الأصابع، فكل ما يحصل الآن من شد وجذب، وعنتريات لا طائل من ورائها، فكلما زاد الصراع بينكم، ابتعدتم عن الهدف الأسمى، وازدادت فرحة أساطين الفساد وسرّاق المال العام، فهل تقبلون بأن تكونوا مطيتهم ليهربوا بها بما حملوا؟

نتمنى، ونتمنى ألا تشغلكم المعارك الجانبية عن ملاحقة الفسّاد والمفسدين، فلا يزال الفساد مستشرياً، ولا تزال المناقصات تتوالى، ولا تزال الكويت بحاجة الى أيد نزيهة تقودها الى طريق التنمية الحقيقية، وزيادة مواردها بتنويع مصادرها، الكويت بحاجة الى استرجاع ما نهب منها، وفرض القوانين على الجميع، نواباً ومتنفذين، ومعاقبة كل متجاوز، ومعارككم الجانبية ستضيّع على البلد فرصة الإصلاح الأخيرة.

***

ما نلاحظه أن كل القوانين الحالية والسابقة اعتُمدت من قبل مجلس الأمة والحكومة، والكل منكم يطالب بتطبيقها على الكل، ولكن ما إن يقترب تطبيق القانون عليكم أو على زعمائكم، أو من تعتبرونهم رمزاً لكم، حتى تثور ثائرتكم، وتهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور، وكأنكم منزلون من السماء، وهذا حقيقة لأمر محير.

فنقولها لكم وبالفم المليان، ومع الاحترام لكل الشخوص بكل مشاربهم، بأن ما يهمنا هو الاستقرار والأمن والازدهار للكويت، وليس إرضاء أي منكم.

تعليقات

اكتب تعليقك