مبارك العبدالهادي: الأيام الثكلى تزداد صعوبة والانتكاسة أصبحت عاجزة أمام تلك العصا المنحنية لشدة قسوة الأيام وكأننا في لغز لا يعرفه إلا البطل الهمام أو الشاطر ذو الصنف العالي
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي مارس 18, 2021, 10:52 م 930 مشاهدات 0
يخيم الظلام عادة على الليالي الموحشة في أماكن يقطنها الأذناب، ويدور في عجلتها كل ما فسد وذاب، في عتمة تقود القاطنين فيها الى خنادق السواد التي يهجرها كل داب، بعد أن تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض وذبلت الأزهار وجفت الأنهار، وأصبح الجراد يتطاير ليقتل الأشجار، ويصرخ ممن تسممت أفكارهم بجلد الذات، بعد أن تقطعت أوصالهم، وأصيبوا بعمى النهار والخشية من الأحرار.
هذا ما نعانيه من اختلاس للمقدرات والحقوق أمام الانتهاكات التي تقف عندها كل الأقدار، لأن هذا الواقع الغدار، يرفض حقيقته الأشرار، من أطفال السياسة ومعلمهم الكابتن المغوار، الذي طالما يخشى على لعبته من الانهيار، بعد أن أصبح يبكي ويرثي حاله بينما هو من يسعى إلى تشتيت الذين يسعون إلى إصلاح الأمور، ويعملون لتحرير الأنفس من ذنوب لطالما تعايشت معهم سنوات من الخذلان، ولكن هل يصمت من يسعى إلى الحقيقة؟ وهل يتمسك بمن يعمل بمبادئه بالأنفاس الأخيرة؟ وهل ستنكشف المزيد من الذيول؟ وهل ستتحول الأوهام إلى أحلام والأحلام إلى أوهام أم ستصبح الحقيقة زيفا والزيف حقيقة؟
الأيام الثكلى تزداد صعوبة، والانتكاسة أصبحت عاجزة أمام تلك العصا المنحنية لشدة قسوة الأيام، وكأننا في لغز لا يعرفه إلا البطل الهمام أو الشاطر ذو الصنف العالي، ولكن مازال هناك متسع من الوقت لزيادة تطهير بعض المايكروبات حتى نقلل حجم خسائرنا، ونخفف من أعداد المرضى والمصابين بداء النفاق والاختلاس، رغم أن بصيص الأمل أصبح يتضاءل، وحجمه يصغر أمام الفيروسات التي تحولت إلى وحوش تداهمنا بين فينة وأخرى، لتقلق راحتنا وتزعج منامنا وتعكر صفونا، وتشتت تفكيرنا وتركيزنا، وتمنع الغذاء عنا لتدمر ما تبقى من قوتنا، إلا أنهم أيضا سيبقون مجرد وباء سيتم اكتشاف تطعيم للقضاء عليه، ليعيد لنا مناعتنا لتصبح أشد من الماضي بفضل جهود المخلصين الذين يسهرون على راحتنا، ويعملون ليحققوا متطلباتنا، ويتصدون لمن يريد سرقة أحلامنا واختلاس ما تبقى في جيوبنا، ولن ينفع المرتزقة زمرتهم من المطبلين الذين طالما يتراقصون فرحا، ولكن لوقت محدود، فكلما أشرقت شمس الحقيقة هربوا منها كالخفاش ليستقروا في غرفهم التي تعتاش على سياسة "فرق تسد"، وتلفيق الاتهامات وتنظيم الأفعال المشينة والدسائس المريضة والخبيثة، كما أن العديدين أصبحوا يترقبون وينتظرون القادم من المشاهد والمسلسلات، خصوصا أننا مقبلون على أعمال درامية أكبر، لعلها تسد الفراغ الطويل، وتمنع الأرق الذي يمتد لأيام، والإحباط الذي يساور الصغير قبل الكبير، ولعله علاج للاكتئاب، فهل من متنفس بعد أن ذبل كل شيء؟
تعليقات