‫مبارك المعوشرجي: على السلطة - لا الحكومة فقط - مشاركة أصحاب الرأي الوطني في إعادة ترتيب الأولويات واختيار القوي الأمين فلم يعد الثوب الأبيض كافياً لقيادة الدول‬

الإشاعة سلاح فتّاك استعمله غوبلز وزير إعلام أدولف هتلر النازي في الحرب العالمية الثانية، والإشاعة سلاح ناعم لكنه شديد التدمير، يفقد الخصم ثقته في نفسه، ويصوّره للعالم بالضعيف والمقهور، وتتوالى الأخطاء الواحدة تلو الأخرى، فتتمزّق الوحدة الوطنية وينهار الاقتصاد المحلي، وتفقد الشعوب ثقتها في قدرة السلطة الحاكمة على إدارة البلد.

ونسمع ونقرأ هذه الأيام من الإشاعات التي تبثّ على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي نوع من هذه الحرب التي يبثّها بعض محبي الظهور والشهرة ومزدوجي الولاء، والمأجورين من الدول الخارجية، وأسوأهم وأضلهم، الببغاوات البشرية التي تنعق بما لا تعرف من دون أن تدرك أخطار ما تبث في تدمير الوطن بكل المجالات التي ذكرتها سابقاً.

واليوم على السلطة - لا الحكومة فقط - مشاركة أصحاب الرأي الوطني في إعادة ترتيب الأولويات واختيار القوي الأمين، فلم يعد الثوب الأبيض كافياً لقيادة الدول، فنحن نسير في نفق مظلم لا ندري ما نهايته، فما أبعد النور عنا! فبعد أن كنا نتكلّم عن وطن أصبح حديثنا عن قبائل وعوائل وأفراد وعقب ما كنا نحتكم بدستور هو الأول في المنطقة أصبحنا نطالب بتوزيع المناصب والمصالح، وتقسيم الغنائم فهل عدنا إلى صرخة الجاهلية

«إما تصفالنا ولا نخربها».

إضاءة:

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ

وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا