طلال عبدالكريم العرب: الوضع الصحي في الكويت سيئ كما هو الوضع السياسي الأسوأ
زاوية الكتابكتب طلال عبد الكريم العرب مارس 10, 2021, 10:49 م 912 مشاهدات 0
أعلن النائبان الفاضلان حسن جوهر ومهند الساير عن عزمهما استجواب وزير الصحة د. باسل الصباح، أما موجبات الاستجواب بالنسبة إليهما فهي إصراره على العبث بإدارة ملف كورونا رغم الفشل المتكرر، وتعريض البلاد لخسائر فادحة.
شخصياً أكن كل الاحترام والتقدير للنائبين، وخاصة للنائب المخضرم الدكتور حسن جوهر، فهو يعتبر المرشح الوحيد الذي حاز أصوات كل أطياف المجتمع الكويتي، ولكننا لا نود له ولا لزملائه أن ينحرفوا عن المسار الوطني، الذي طالما اعتقدنا بأنهم من النواب أصحاب الرؤى الإصلاحية.
ليس لي أي معرفة شخصية بالدكتور باسل، ولكن ما رأيناه وسمعناه عن تفانيه في عمله، فإنه من الواجب تقدير المهمة الثقيلة الملقاة على عاتقه، فهو حقيقة يستحق الثناء والتشجيع، ولا نعتقد بأن هناك وزير صحة كويتياً واجه ما واجهه هذا الوزير وطاقمه الصحي من ضغوط نفسية وصحية وسياسية، وحتى ألفاظ غير لائقة، حين قام نوائب من عديمي الضمير والحس الأخلاقي والمهني بتسفيه تضحياتهم، والحط من شأنهم، وتوجيه الإهانات لهم.
الوضع الصحي في الكويت سيئ كما هو الوضع السياسي الأسوأ، وحسب ما نقرأه ونراه في وسائل الإعلام فإن تفاقم الإصابات مرجعه الاستهتار وعدم المبالاة من بعض المواطنين والوافدين، وهذا الاستهتار لا يمكن ضبطه إلا بواسطة الأجهزة الأمنية لا الصحية، والشواهد على ذلك تزايد أعداد المصابين مع تزايد مواسم التخييم والأعراس تحت سمعهم وبصرهم، ولا نعلم ما هي مسؤولية وزارة الصحة في ذلك.
كان على الجهات الأمنية أن تبادر بلا تردد إلى قطع التيار الكهربائي عن مكان الاحتفالات، ومحاسبة صاحب الدعوة بشخصه، وأن تقوم فوراً بهدم كل منشأة أو مخيم أقيم من دون رخصة رسمية صحيحة، وليست ادعاء بأنها مكان لرعي الماشية.
نهمس في أذن إخواننا النواب، ممن نعتمد عليهم، أن يوفروا جهودهم وطاقاتهم فيقوموا بحملة شرسة لإصلاح أحوال البلد، وأن يكشفوا ويفضحوا ويطالبوا بمعاقبة القبيضة، وتجار الإقامات، والراشين والمرتشين، والعمل على عودة الأموال والأراضي المنهوبة إلى الدولة.
***
بما أن وسائل الإعلام الرسمية تنادي وتهيب بأخذ التطعيم ضد الكورونا، فإننا نقترح بأن يصدر قرار يعفي بموجبه كل من أخذ جرعاته كاملة من الحظر الكلي أو الجزئي، هذا الإجراء سيشجع المترددين منهم، كما نتمنى ألا تلتفت الجهات الرسمية إلى التنظيرات المتوقعة من بعض النواب كمعارضي لزوم الوطنية.
***
لم يكن قرار تقديم امتحانات الجامعات عن بعد موفقاً، حتى إن «نزاهة» حذرت من تزايد عمليات الغش، وارتفاع نتائج النجاح ونسبتها، فيجب ألا تكون كورونا سبباً للمزيد من تردي مخرجات التعليم في الكويت، ألم تقتنعوا بعد بأن أرقام الراسبين زادت ونسب النجاح تدنت، عندما شددت الرقابة على الغشاشين قبل كورونا؟ وعندما اكتفي بالتعلم وتقديم الاختبارات عن بعد وصلت نسب النجاح إلى أرقام مصطنعة تهدد بمزيد من التدمير للعملية التعليمية برمتها.
تعليقات