‫حسن العيسى: الدعوة للتسامح أضحت الآن ضرورة للشروع في طي صفحة الماضي بكل أحزانه والعمل من أجل كويت تجابه تحديات الحاضر والمستقبل‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 837 مشاهدات 0


دخول أو اقتحام المجلس، لم تعد التسمية مهمة الآن. هناك حُكم نهائي صدر ضد نواب سابقين وبعض الناشطين السياسيين معهم بالإدانة. لا نختلف على أن نوايا المدانين لم تكن بقصد التخريب وانتهاك حُكم القانون، بل كانت تعبيراً عن رفضهم لقضايا فساد كبيرة حدثت في ذلك الوقت، أراد النواب والشباب المدانون أنفسهم بالدخول أو "الاقتحام" (أياً كان الوصف السياسي– القانوني الصحيح لها)، التعبير عن رفضهم وسخطهم لممارسات السُّلطة ذلك الوقت، ولا أكثر من ذلك.

الآن ماذا نريد، العنب أم ضرب الناطور؟ هناك جانب إنساني كبير لا يصح أن ننساه في تفاصيل الموضوع، هو وضع هؤلاء المنفيين بتركيا، وهي حالة مزرية ببُعدهم عن أهلهم ووطنهم، وهناك جانب سياسي يقول إنه لم يعد هناك مكان للتشفي والانتقام منهم، في مثل ظروف القلق الاقتصادية التي تمرُّ بها الدولة هذه الأيام، وإن الدعوة للتسامح أضحت الآن ضرورة للشروع في طي صفحة الماضي بكل أحزانه، والعمل من أجل كويت تجابه تحديات الحاضر والمستقبل.

وزير العدل ونائب رئيس الوزراء عبدالله الرومي قد يكون هو جسر الخير لتجاوز ما حدث في الموضوع، وقد وضع هذا الأمر نصب عينيه، وهو محل ثقة عند سمو الأمير، وأيضاً عند النواب والشباب المنفيين. لماذا تقفز علينا بين الفترة والأخرى تهديدات وتوعد بفرض العفو "العام" الذي قد يكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً والله أعلم؟ لماذا التصعيد في مثل هذا الظرف الذي قد يأتي بنتائج عكسية على وضع المنفيين؟ نحن بحاجة اليوم للتكاتف وإعطاء عبدالله فرصة ترميم الجسور، بسعيه للعفو الخاص، مع حفظ كرامة وكبرياء المنفيين. امتياز العفو الخاص هو سُلطة يختص بها سمو الأمير، "لنركد" قليلاً، فهناك بصيص أمل للتسامح وعودة المنفيين لأهلهم ووطنهم. عبارة "عفا الله عما سلف" ضرورة اليوم، ولنسأل أنفسنا إذا كنا نريد العنب أم ضرب الناطور؟

تعليقات

اكتب تعليقك