خالد الطراح: نعم نفتخر كثيراً بعيد الاستقلال ونحزن أكثر على ما آلت إليه الظروف الحالية من تعقيدات وتحديات شتى فثمة جزء مهم من هذا التاريخ ما زال مفقوداً حتى اليوم وهو نادي الاستقلال
زاوية الكتابكتب خالد الطراح فبراير 28, 2021, 10:13 م 710 مشاهدات 0
ستون عاماً على استقلال الكويت، ذكرى انتصار للإرادة الوطنية، التي لم تفرق بين فئات وشرائح المجتمع الكويتي، بل شاركت كل أطيافه في نهوض الكويت سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، ولكن كويت اليوم ليست هي كويت الإمارة والدولة!
فقد حفر المؤسسون من الأجداد والآباء صوراً وبصمات في ذاكرة التاريخ والشعب الكويتي ككل، لكنها اختلفت حالياً شكلاً ومضموناً عن الماضي الجميل.
نعم نفتخر كثيراً بعيد الاستقلال، ونحزن أكثر على ما آلت إليه الظروف الحالية من تعقيدات وتحديات شتى، فثمة جزء مهم من هذا التاريخ ما زال مفقوداً حتى اليوم، وهو نادي الاستقلال.
إن نادي الاستقلال لم يكن جبهة معارضة، ولم يكن عثرة في تطور الكويت ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، لأنه كان المظلة الجامعة لجميع أطياف المجتمع الكويتي، التي نحن بحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لا يمكن مقارنة ما يكابد صدر الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، أطال الله في عمره ومده بالصحة، منذ عقود وحتى اليوم من آلام عميقة وتساؤلات حائرة، مع ما يجتاح ضمائر الشعب الكويتي من غصات غائرة في الوجدان، لأن نادي الاستقلال أحد الجوانب المضيئة من تاريخ الكويت.
فنادي الاستقلال ضمّ مزيجاً ثقافياً واجتماعياً كويتياً، الأمر الذي يجعل غيابه عن المشهد العام غير مبرر قانوناً وموضوعاً، في ظل وجود جمعيات نفع عام وتنظيمات أخرى معلنة ومرخصة تمثل تيارات سياسية وفكرية، وهو تطور سياسي منقوص وغير عادل مقارنة مع التاريخ الحافل، الذي احتضنه نادي الاستقلال.
إنها دعوة تذكير، لزف بشرى عودة عمل نادي الاستقلال إلى نائب رئيس المجلس التأسيسي الدكتور أحمد الخطيب، الذي يحلم ليلاً ونهاراً برجوع النادي إلى أحضان الشعب الكويتي، فهو لا يسعى إلى الزعامة بقدر تقاسم الفرحة الوطنية مع أهل الكويت بكل أطيافهم ومع كل الأجيال.
فقد كثرت المعلومات المغلوطة عن تاريخ نادي الاستقلال ودوره الثقافي، وبات من العسير على المهتمين والمتابعين للشأن الكويتي معرفة مواضع الزلل أو الخطأ، التي أدت إلى إغلاق نادي الاستقلال منذ 1977 حتى عام 2021!
أما ذكرى التحرير، فثمة حق يذكرنا باعتزاز وفخر بشهداء الكويت الأبرار، ودور كل مواطن كويتي وعربي وأجنبي عمل داخل الكويت وخارجها من أجل الكويت وتحريرها من الغزو العراقي في 2 أغسطس 1990.
في ذكرى التحرير، لا بد أن نتذكر شهامة تقاسمها أخوة لنا من العراق الشقيق قبل وبعد سقوط نظام صدام حسين.
وأتذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر، ملتمساً العذر في عدم ذكر جميع الأسماء والأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية، لأنهم كثر ولله الحمد، الأخوة الأعزاء وفيق السامرائي والدكتور غسان العطية وفائق الشيخ علي، فقد كانوا وما زالوا خير سند للكويت سياسياً وإعلامياً.
تعليقات