تركي العازمي: أقولها.. وأنا على علم بأن هناك إيجابيات كثيرة مثل توافر كوادر طيبة تعمل لصالح الوطن لكن تبقى المعضلة الأساسية في الكوادر الفاسدة التي أثّرت سلباً على الوضع الاقتصادي والتعليمي والصحي
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي فبراير 22, 2021, 10:29 م 629 مشاهدات 0
مررنا في الكويت عبر العقود الأخيرة بأزمات، منها ما اشتدّ وحلّ، ومنها ما تم «كروتته»، ومنها ما راح على «طمام المرحوم» أو حلّ على البركة. هذه السنة مختلفة شكلاً ومضموناً من ناحية التحدّيات، التي تواجه الحكومة ورئيسها الشيخ صباح الخالد، وتحدّيات ما «غرفنا» منها لو حتى قدر «ملاس»!
عدم فهم نبض الشارع أزمة ربما - حسب ما أراه - مفتعلة مقننة قد تكون لجس النبض أو لانتظار الأحكام المقبلة من المحكمة الدستورية، لكنها في مجملها وليس من الآن بل منذ سنوات عدة، تعود إلى سوء البطانة التي لا توصل نبض الشارع على حقيقته.
كل من يتحدث عن الإصلاح أو يعارض النهج المتخبط يقال عنه «مؤزم»، وقد يوضع اسمه في القائمة السوداء ليستبعد من الاختيار.
في بريطانيا قبل عشر سنوات تقريباً، ذكر أحد الدكاترة الكبار في علم القيادة: «إن القيادي المؤثر الصادق المنتج الأخلاقي إنما يبحث عن تابعين له مشاكسين ممن تزخر سيرتهم الذاتية بحسن الخبرة والرشد والمعرفة والثقافة والشفافية والنزاهة، ويغطّون في العادة نقاط الضعف التي يراها في إمكاناته، وبالتالي يوجد التكامل في العمل وتتحقق الأهداف».
أسألك يا سمو الرئيس الشيخ صباح الخالد بالله العلي العظيم: هل تم اختيار القياديين حسب معيار الكفاءة؟ وهل سألت المرشَّح للمنصب: ماذا تستطيع أن تضيف للمؤسسة التي ستقودها؟ وما رؤيتك؟
وأسألك بالله العظيم: هل تعتقد أن قياس الرضا ممكن معرفته من دون المواجهة أو عبر استبيان؟
العهد اختلف يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟
ما نراه تجاوز حد التحلطم الذي جبل عليه المجتمع الكويتي؟... هناك شخصيات ما كنت أظن أنها تبوح عن سوء الأوضاع، لكن السؤال الماثل أمامنا هو: ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟
عندما غابت الكفاءات عن المشهد ومحيط صناعة القرار، حصل ما حصل، ولنا في قضايا كثر تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي بعضها تجاوز «الترند»، لذلك... خذوها مني «كاش»: «السقوط الفكري الثقافي الأيدولوجي الاجتماعي الإعلامي السياسي - سمه ما شئت - لن نتجاوزه ما لم نرَ كل حرامي فاسد خلف القضبان، وتعود كل الأموال المنهوبة وأن نؤمن أن الديموقراطية ليست تلك التي نراها أبداً أبداً؟».
الزبدة:
تطوّعنا مع فرق عدة، وكتبنا تقارير تتضمن اقتراحات من شأنها رفع شأن البلد وإصلاح كل مؤسسات الدولة، عبر أعضاء مخضرمين من مختلف المشارب، لكن كل الشواهد تقول«ما من شيء»، والمعطيات تشير إلى أننا مقبلون على انهيار نسأل الله أن يلطف بنا من تداعياته.
أقولها... وأنا على علم بأن هناك إيجابيات كثيرة مثل توافر كوادر طيبة تعمل لصالح الوطن، لكن تبقى المعضلة الأساسية في الكوادر الفاسدة التي أثّرت سلباً على الوضع الاقتصادي والتعليمي والصحي، وكل شيء من دون استثناء حتى الطرق.
كي نخرج من المأزق، نريد المصلحين حتى«لو ما نحبهم»، فمعيار الكفاءة مقدم على أي جانب آخر... الله المستعان.
تعليقات