حسن العيسى: سلوك إلقاء اللوم على الغير والتضحية به أضحى من صفات ممارسات ما يسمى جماعات "نيو ليبرال"
زاوية الكتابكتب حسن العيسى فبراير 13, 2021, 10:39 م 564 مشاهدات 0
متى شعر المواطنون - بصورة عامة - بانعدام الأمن وتملكهم القلق الاقتصادي نحو المستقبل تزايدت مشاعر الكراهية نحو الأجانب، وتم تحميلهم مسؤولية كل الشرور التاريخية، وعندها تستثمر السلطات الحاكمة تلك المشاعر الغاضبة نحو الغير لتزيد من عنفها وطغيانها.
التاريخ الإنساني مليء بتلك الحالات، منها النازية والفاشية نحو اليهود والغجر قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، وما حدث في المجر قبل سنتين وعدد من دول أوروبا - حتى إيطاليا - في معاملة المهاجرين السوريين والإفريقيين والأفغان، وهل ننسى النعوش الطائرة للعمال والفلاحين المصريين عند نهاية الحرب العراقية - الإيرانية؟ وليس بزمن بعيد خطاب وممارسة ترامب لمنع دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية، وترويجه إنشاء السور العازل مع المكسيك... فهناك دائماً كبش الفداء الأجنبي الضعيف الباحث عن عمل أو مهنة والهارب من جحيم نظام الحكم في وطنه.
سلوك إلقاء اللوم على الغير والتضحية به أضحى من صفات ممارسات ما يسمى جماعات "نيو ليبرال"، التي هي في أوج قوتها اليوم في عدد من الدول الصناعية المتقدمة، فتتزايد مشاعر القومية الشعبوية، ويتم تشييد الحواجز النفسية بين الأغلبية الطائفية (أو الدينية) وبقية الأقليات؛ الهند بالإدارة الحالية مثال جيد.
في الشهور الأخيرة، شهدنا تصاعد خطاب الكراهية نحو الأجانب في مجلس الأمة السابق، وتصور أبطال هذا الخطاب أنهم يكسبون المزيد من الشعبية للانتخابات، وتناسوا بهذا النفخ على جمر التحريض ضد الوافد أبسط مبادئ المعاملة الإنسانية، وهم بذلك يسكبون الزيت على نار الكراهية والعنف، ويتمدد، بالتالي، هذا الخطاب المتعالي العنصري إلى الكويتيين "البدون" والمرأة وكل المهمشين في البلد، وكأن هذا ما ينقصنا.
سؤال النائب بدر الحميدي لوزير الصحة عن كميات الدواء التي تُصرف للأجانب من الطب النفسي، وتكلفتها، وهل تم إبعاد هؤلاء المراجعين إلى خارج البلاد غريب ومحزن في صياغته ومحتواه...! ما هذا؟ لو تخيّلنا عامل بناء وقع من سقالة وأضحى بعد علاجه الجسدي في "تروما" خوف كبير (صدمة نفسية) هل يجب حرمانه من العلاج النفسي وإبعاده عن البلاد لأنّه زار الطب النفسي مرة أو مرتين؟! "بدون" كويتي شدت على روحه أوتاد اليأس من واقع حاله في الإدارات الحكومية، ففكر في الانتحار للخلاص من دنيا ظالمة، هل ننتظره كي ينتحر، وكأن هذا بعيد عن واقعه؟! كيف نفهم ما دعت إليه فنانة كويتية قبل فترة من رمي الأجانب المصابين بـ "كوفيد" في الصحراء؟
كفاية، ليقف هذا الخطاب المتعالي عند حدوده، يمكن فهم حرص النائب بدر الحميدي على وقف الهدر في مسألة صرف الأدوية وحصرها، لكن ليس بهذه الطريقة التي يطرب لها المرضى العنصريون، وما أكثرهم لدينا!
تعليقات