‫مبارك العبدالهادي: بعض الأشخاص اعتادوا على كسر القانون وعدم احترام الآخرين وعدم الخوف على أسرهم أو أصدقائهم ممن يخالطونهم وينقلون عدواهم إليهم‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 460 مشاهدات 0


عدنا إلى سابق الفوضى والاستهتار والرعونة وعدم احترام صحة الآخرين وعدم التقيد بالاشتراطات وعدم ارتداء الكمام لأن العديد من الفقهاء لا يزالون يكابرون وينظرون ويفتون بعدم جدية وجود كورونا، رغم ما يعانيه العالم من ويلات وإصابات ووفيات وخطر مستمر وفيروس متحور، بل هناك من يعتبر هذا الفيروس مجرد وباء بسيط، وبالتالي لن يكون محور اهتمامه في حين أنه ينقل عدواه لآخرين مناعتهم ضعيفة أو كبار في السن والنتيجة دخولهم العناية المركزة أو الوفاة.

بعض الأشخاص اعتادوا على كسر القانون وعدم احترام الآخرين وعدم الخوف على أسرهم أو أصدقائهم ممن يخالطونهم وينقلون عدواهم إليهم، وكل ذلك يرجع إلى ضعف تطبيق القانون الذي نتغنى به ونكرر معزوفته، ولكنه على أرض الواقع مجرد وهم، فأمام أعين الجهات المختصة وبالعلن تقام حفلات الأعراس والعشاء والاستقبال، وآخرها بعد نتائج انتخابات مجلس الأمة الذين احتشدت قواعدهم غير مبالين، بل الأنكى من ذلك ما أقيم في الفرعيات على عينك يا تاجر، والقانون مكبل لأن من يحمله بين يديه وضع عليه الكفن.

والطامة الأخرى طلائع المسافرين واستقبال الوافدين وتزوير شهادات الـPCR وحكومتنا تصفق وتتفرج وترحب، أما القرارات الصحية فتسجل بطولاتها في ردات الفعل، أي حسب المثل القائل "لو فات الفوت ما ينفع الصوت"، لأنها تفرد عضلاتها بعد ارتفاع الإصابات ودخول العمالة لتقرر وتحذر وتستحلف وغيرها من مصطلحات العطف لأنها تعجز أيضا عن تطبيق القانون. لا نحتاج من وزير الصحة الاستعطاف بقدر الحزم في اتخاذ القرار وعدم المجاملة على أرواح البشر، فهناك من المتخلفين من لا يبالون بأرواح الآخرين ولا يستشعرون خطورة الوضع ولا يفهمون أننا لا نزال في مرمى كورونا، بل يتسابقون في إقامة عزائمهم. إننا أمام مشكلة حقيقية وهي ثقافة المجتمع ووعيه بسبب العقول الفارغة لدى بعض المستهترين، وعدم تطبيق القانون والمحاسبة الفعلية، حتى بات العديد يرددون بصوت واحد "كلام بكلام" عندما يسمعون عن أي عقوبة، وهم لا يلامون في ذلك لأننا لا نزال من بداية الأزمة نستعطف ونتوسل ونبكي ونندب حظنا لكي يلتزم الجميع بالاشتراطات.

والسؤال في الختام إلى الإخوة الأفاضل في وزارة الصحة: ما آلية أخذ المسحات ونحن نرصد في كل يوم من ثمانية إلى ١١ ألف مسحة حتى بلغت منذ بداية الأزمة إلى الآن أكثر من مليون ونصف المليون؟ وأين تم عملها؟ وما المستشفيات أو المراكز التي تستوعب هذا العدد بشكل يومي؟

تعليقات

اكتب تعليقك