‫د.تركي العازمي: قلتها مراراً وتكراراً إن التاريخ لا يُمكن أن تصنعه القيادات الحالية وثقافة تعاملنا مع الملفات تحتاج إلى تغيير فوري‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 337 مشاهدات 0


تابعنا ما حصل من قرارات بخصوص «التاجر البسيط» من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تبعها امتعاض وغضب نيابي واجتماعي، ووصف تلك القرارات الحكومية بالعشوائية والعبثية... فكم من قرار اتخذ وتراجعت عنه الحكومة؟


نحن ومنذ بداية جائحة كورونا نشهد تخبطاً إدارياً، يتضح ذلك في القرارات التي تتخذها الحكومة عبر توصيات وزارة الصحة، فـ«التاجر البسيط» - أو المواطن البسيط - ينظر من نافذة شفافة لأنه بطبيعة الحال يعيش الوضع عن كثب، ويتابع الحال المتردية... فهل هذا مقصور على القرارات الأخيرة أم أن هناك خللاً ما لم يُرَ بالعين؟


من وجهة نظري إن المواطن البسيط يتطلع إلى الآتي: -


إدراك الحاجة لمعرفة المستوى المعيشي، كون السواد الأعظم يُعاني من الديون والأقساط، ولم تتم إلى هذه الساعة معرفة المستوى المعيشي للأفراد، وهنا تستدعي الضرورة إلى مراجعة تأجيل الأقساط لمدة ستة أشهر، بالتزامن مع إعادة جدولة القروض وإلغاء الفوائد العالية، سواء قروض الاستبدال للمتقاعدين، أو القروض الاستهلاكية، وكبح جماح ارتفاع الأسعار.

- لماذا لم يُفتح الملف الصحي على مصراعيه، ومعرفة مكامن الخلل من قبل جهات محايدة؟

- ملف التعليم، الإسكان، ارتفاع أسعار العقار بشكل خيالي، والطرق والبنية التحتية.

- معرفة الوضع الاقتصادي، والحالة المالية للدولة، خصوصاً في ما يتعلّق بالصندوق السيادي، الذي ظلّ لسنوات عدة، وهو على الرقم ذاته لم يتغيّر!

- تغيير النظام الانتخابي، وتوزيع الدوائر بشكل عادل، وإلغاء قانون الجرائم الإلكترونية وإقرار العفو.

- محاسبة سرّاق المال العام وإعادة المبالغ المنهوبة بشكل عاجل، وأضف إليها قضية الحيازات الزراعية والحيوانية وغيرها من التجاوزات.

- تطبيق القانون على الكبير قبل الصغير.

- صياغة رؤية جديدة، من خلال قيادات على قدر من المسؤولية والخبرة والعلم والرشد والنزاهة.

يبدو لي أننا نحتاج من «نزاهة» أن تبحث في نزاهة القرارات العشوائية.

الزبدة:

قلتها مراراً وتكراراً إن التاريخ لا يُمكن أن تصنعه القيادات الحالية، وثقافة تعاملنا مع الملفات تحتاج إلى تغيير فوري.

ليعلم الجميع أن قضايا المجتمع الكويتي معلومة وواضحة، سواء خرج نواب يمثلون الأمة أم يبحثون عن أجندة تختلف عن تطلعات الشارع الكويتي.

نحن نحب الجميع ونكنّ لهم كل احترام، فالنائب والوزير والقيادي والمواطن كلهم كويتيون، لكن حق الوطن علينا يلزمنا بالوقوف في صف المواطن البسيط، والكفاءة فقط هي التي تعمل لصالح البلد والعباد.

القرارات العشوائية هي في طبيعتها تنم عن جهل في المعطيات... هذا مختصر القول.

نريد رجال دولة، والفراغ الذي نعيشه نتج عنه «تيه إداري»، واختلاف يجب أن يتوقف، إن كنا نريد أن نصنع التاريخ لتعود الكويت إلى سابق عهدها، الذي افتقدناه لعقود عدة... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك