حسين الراوي: الحقيقة إن الكِتابة فن ممتع يحتاج إلى لياقة فكرية وأسلوب سهل ومسؤولية في الطرح
زاوية الكتابكتب حسين الراوي فبراير 4, 2021, 10:45 م 392 مشاهدات 0
منذ ما يزيد على 14 عاماً وأنا أكتب في جريدة «الراي»، وكذلك كتبت في بعض المجلات في الكويت وفي خارجها وما زلت، وكتبت أيضاً لمجلات وصحف إلكترونية عدة، تعود إدارتها لبعض الأصدقاء والأقارب والزملاء.
في الحقيقة إن الكِتابة فن ممتع، يحتاج إلى لياقة فكرية وأسلوب سهل ومسؤولية في الطرح، حيث إني بعد تجربة طويلة مع الكتابة وبعد نشري 4 كُتب، آخرها كان في شهر 11 من العام المنصرم 2020م، والكِتاب الخامس بمشيئة الله على الطريق حيث أرسلته إلى إحدى دور النشر، أقول إن الكتابة تشرّبت نكهتي وتشرّبت نكهتها، كيف لا؟! وهي تلازمني 24 ساعة في كل الأماكن، في حلي وترحالي، في فرحي وفي حزني، في نجاحاتي وفي خيباتي، في انشراحي وفي قلقي، وما زلت إلى هذه اللحظة عندما أريد أن أكتب مقالاً أشعر بأنها المرة الأولى التي أرى فيها القلم والورقة! وأحياناً (تتعصلق) معي الفكرة التي هي أساس المقال، فأنقلب طفلاً صغيراً إلى الآن لم يعرف طريقه إلى المدرسة! فأقوم بالبحث عن الفكرة في كل المواضع المتاحة لي، ولو اقتنصت تلك الفكرة من أفواه الناطقين، أو حتى من خلال تلك المشاهد التي أراها في مراجعاتي للأماكن المختلفة، الحكومية منها أو الخاصة.
لعل الأماكن والجغرافيا والدول لها دور في التدفق الفكري عند الكاتب، حيث لامست في زيارتي لدول عربية وأجنبية عدة أن هناك أماكن يجد فيها الكاتب نَفَساً كتابياً عالياً، ومزاجاً خصباً في التأليف، وهدوءاً نفسياً يمنحه وقتاً كافياً لأن يترجم أفكاره فوق سطور الورق على مهل دون استعجال، ومن تلك الأماكن التي أعنيها هي إمارة الشارقة الإماراتية، التي تعوّدت منذ زمن أن أسافر إليها في معظم عطلات نهاية الأسبوع، حيث أحجز سكناً في منتجع يعمّه الهدوء الدائم، وبه شاطئ خاص يطلّ على بحر أمواجه كأنها تستحي أن ترفع صوتها وتُعكّر مزاج مَنْ يجلس أمامها على كرسي البحر ليلاً أو نهاراً.
في هذا المنتجع أجدني أكتب وأُدوّن بعض الأفكار الأدبية المستقبلية، ولقد كتبت هناك بحوثاً وأوراق عمل ومقالات طويلة، وهذا يرجع إلى الراحة النفسية هناك الذي عكسته روعة الشارقة في ثقافتها العالمية والعربية، وتقدّمها العلمي والأدبي في مجالات عدة، بفضل الله تعالى ثم بفضل وجهد حاكمها وراعي ريادتها وباني نهضتها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حفظه الله تعالى، الذي جعل إمارة الشارقة منارة فكرية ذات إشعاع عالمي، وجعل المواطن الشرقاوي مميزاً بثقافته وعلميته.
وكذلك لأن إمارة الشارقة يكتنفها الهدوء من كل اتجاهاتها، وهي بعيدة عن الزحام والصخب وعشوائية المباني وتكدّس العمالة المزعجة هنا وهناك، ولعل أيضاً ارتياحي الفكري لإمارة الشارقة يعود لمساهماتي الأدبية في بعض مؤسساتها الفكرية، ولوجود نخبة طيبة جداً من الأصدقاء هناك.
تعليقات