‫حسن العيسى: هناك نافذة للأمل لمواجهة غد صعب وخطير على الصعيدين السياسي والاجتماعي وتقريب وجهات النظر والعمل نحو نوع من التوافق بين الأطراف المتصارعة ضرورة لا بد منها اليوم‬

لم يوفق النائب بدر الداهوم بتغريدته التي استشهد فيها ببيت شعر المتنبي "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يراق على جوانبه الدم"، ثم ختمها بهاشتاق لرئيس المجلس وأنس الصالح، فليست هذه لغة حوار ونقد سياسي بين أطراف مختلفة في نهجها السياسي، وقد يفهم منها بالحق أو بالباطل أنها تهديد بالقتل، وهذا غير جائز وغير مقبول من أعضاء يمثلون الأمة، وحتى من أي فرد.

نحن بحاجة، في مثل ظرفنا الاقتصادي السياسي، إلى خطاب تسامح ووحدة وطنية يمكن أن يفتح باب الرجاء لإصلاح كبير طال انتظاره من سلطة تراوح في مكانها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نحن بحاجة أكبر إلى روح العفو وطي صفحة الصراعات والثارات القديمة، المطلوب الآن العنب وليس ضرب الناطور، والعفو عن إخواننا المرتهنين بتركيا، سواء كان العفو خاصاً، وهو سلطة يختص بها أمير البلاد، أو كان عاماً الذي يأتي بتشريع من المجلس، وهو أمر صعب تصوره في مثل تركيبة المجلس والمواقف الحكومية، لا يتأتى بمثل ذلك الخطاب المتشدد بمضامينه، وقد يأتي بنتائج عكسية نحو عودة المبعدين.

هناك نافذة للأمل لمواجهة غد صعب وخطير على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وتقريب وجهات النظر، والعمل نحو نوع من التوافق بين الأطراف المتصارعة ضرورة لا بد منها اليوم، فلنعمل من أجل هذا الأمل.