‫إبراهيم العوضي: القصص كثيرة والأحداث متكرّرة والشواهد متنوعة والسجن تأديب وتهذيب وإصلاح أمّا لدينا في الكويت فهو استكمال لمسلسل الإجرام لمن أراد ذلك! ‬

زاوية الكتاب

كتب إبراهيم العوضي 369 مشاهدات 0


في السابق كان السجن في الكويت، وفقاً لما جاء بكتاب (من هنا بدأت الكويت) للكاتب عبدالله الحاتم، عبارة عن دكان كبير يقع في وسط السوق بين مسجد السوق الكبير وقيصرية التجار في الجهة الشرقية، وعرف الدكان في ما بعد - كما يقول المؤلف - بدكان عبدالعزيز القندي.

كانت الكويت البلد الوحيد المتميز عمّن حولها من حيث عدد المساجين، فلم يكن عدد المسجونين يتجاوز الخمسة أشخاص في معظم الأحيان، وغالباً ما يكونون من الزوار الغرباء، أما أعداد اليوم فحدّث ولا حرج!

تطوّرت السجون، وتنقّلت من مكان إلى آخر بعد ازدياد أعداد الجرائم والمجرمين والمحكوم عليهم، حتى وصلنا إلى السجون الحديثة وما يعرف باسم المؤسسات الإصلاحية.

وهو اسم مكتوب على ورق، أما واقع الحال وما نسمعه أو نقرأه عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي فهو أيضاً حدّث ولا حرج!

فالسجن اليوم أصبح مرتعاً للجرائم وعمليات النصب والاحتيال وتجاوز القانون وبيع الوهم من قبل المسجونين، وهم الذين من المفترض أن يكونوا أكثر الأشخاص حراسة وبين أيدي أفراد الداخلية والمسؤولين بما يعرف بالمؤسسات الإصلاحية!

عمليات تهريب ممنهجة للمخدرات من وإلى السجن المركزي من قبل وافدين تفرعنوا على القانون، أو بأفكار جهنمية من خلال طائرات لاسلكية صغيرة، والأمرّ والأسوأ من ذلك الخبر الذي نُشر بداية العام الماضي من ضبط عسكري بعد محاولة إدخالة مخدرات متنوعة إلى أحد النزلاء، لينطبق عليه مثل حاميها حراميها!

التهريب ليس مقتصراً على المخدرات، فالسجين يمكن أن يحصل على ما لذّ وطاب، ولعل الرسالة التي نشرت من قيام أحد السجناء باستخدام خطوط هواتف ذهبية جداً، في ممارسة عمليات نصب واحتيال من داخل محبسه من خلال ترويج مشاريع وهمية باسم شخصية اعتبارية، هو دليل آخر على هشاشة هذه المؤسسة، التي لم يسلم

من سوء إدارتها حتى تلك الشخصية الاعتبارية! مع العلم بأن هذا السجين صدرت عليه أحكام سابقة لممارسته الأعمال نفسها داخل السجن سابقاً!

القصص كثيرة والأحداث متكرّرة والشواهد متنوعة، والسجن تأديب وتهذيب وإصلاح، أمّا لدينا في الكويت فهو استكمال لمسلسل الإجرام لمن أراد ذلك! الشاهد أنه شكل من أشكال الفساد الذي استشرى في البلاد في ظل غياب واضح لكبح جماح ما يحدث، ربما عن قصد أو عن حُسن نية! والله من وراء القصد!

تعليقات

اكتب تعليقك