عايد المناع لا يدين مسائلة أمن الدولة، ولكنه ينتقد طريقتهم

زاوية الكتاب

كتب 530 مشاهدات 0


تصرف غير لائق هل كان يتوقع مسؤولو أمن الدولة ان يتجاهل المواطن والصحافي بشار الصايغ طلبهم اياه للحضور الى المقر الرسمي للجهاز، وهل كان يتوقع احدهم انه لو اتصل بالشاب بشار وطلب اليه ان يختليا في الجريدة او في موقف السيارات او في مقهى ان المواطن بشار سيبحث عن اول طائرة تغادر البلاد ليكون ضمن ركابها المغادرين؟ بل لنذهب الى ما هو ابعد من ذلك، هل لو اتصل احد المسؤولين او الضباط وابلغ الشاب بشار ان موقعه الالكتروني يتضمن اساءة بالغة وخطيرة تتعدى شخص المستهدف لتشمل الكويت كلها ارضا وشعبا وعليه فان جهاز امن الدولة يريد من مالك الموقع ان يتحمل مسؤوليته القانونية بالكشف عمن يقف وراء هذه الاساءة لتتم مساءلته ومعاقبته وفقا للقانون ألم يتوقع احدهم في جهاز امن الدولة ان »يطير« بشار بسرعة البرق الى الجهاز المعني ليكشف له ما لديه من معلومات؟ بدون أدنى ذرة من الشك نقول ان الصحافي بشار ابن الصحافي حسن الصايغ الذي ليس هناك اقل من ذرة شك في ولائه للقيادة السياسية وانتمائه للتراب الوطني الكويتي لاشك بانه سيسرع بالذهاب الى امن الدولة في اي وقت وفي اي مكان وحتما ليست له شروط عدا التأكد من ان الجهة الطالبة له هي جهة رسمية وليست جهة مدعية، وحتما فان بشار لن يتردد في الادلاء بما لديه من معلومات بصرف النظر عن ايجابياتها او سلبياتها بالنسبة لجهاز امن الدولة. لكن ما حدث من قبل الاخوة في الجهاز كان تصرفا لا يليق ابدا باشخاص يمثلون السلطة القانونية للدولة وهنا لسنا نعترض على المساءلة والتحقق والتحقيق فهذا جزء من واجب الجهات الامنية لكن الطريقة التي سلكها رجال الامن في الوصول الى هذه الرحلة كانت خطأ فادحاً ويبدو انه لسوء حظ الشاب بشار ان الاشخاص الذين ذهبوا عليه كانوا مشبعين برؤية الافلام العربية التي تصور رجال امن الدولة بانهم وحوش كاسرة تباغت فريستها وتهجم عليها وترعبها وتنتزع اعترافات منها. وهذه الصورة هي ما لم تكن ابدا في اذهاننا عن جهاز امن الدولة الكويتي ليس لان رجاله من نوعية خاصة وفريدة من نوعها وانما لان الكويت دولة قانون وشعبها شديد الولاء لأميره وبلاده ودولة من هذا النوع لا يمكن ان يتصرف رجال الامن فيها تصرفات تسيء اولا وقبل كل شيء الى الاجهزة التي يمثلونها والى المهمة الكبيرة والحيوية التي يقومون بها، ونود هنا ان نشيرإلى ان اي انسان يسيء ولو بشكل غير مباشر الى المقام السامي لصاحب السمو أمير البلاد او الى مسند الامارة فإن اساءته تشمل ودون استثناء لأحد كل الشعب الكويتي وكل المقيمين على ارض الكويت، فالأمير ذاته مصونة دستوريا، وهي ايضا ذات محصنة اجتماعيا فهو رئيس السلطات ووالد الجميع وهو لا يمارس سلطاته بشكل مباشر وانما من خلال وزرائه وبالتالي فهو لا يساءل ولا ينتقد بل يبجل ويقدر وهو اهل لذلك.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك