‫طلال العرب: نقول ونكرر عضّوا على مجلس التعاون بالنواجذ فالرياح الصفراء المسمومة لا تزال تهب عليه محاولة النيل منه ولن يهدأ لهم بال حتى يتم لهم ما يريدون‬

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 406 مشاهدات 0


منذ أن تأسس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981 استجابة لفكرة بادر بها أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، وهناك رياح صفراء، لم تتوقف، تهب عليه من عدة جهات، محاولة إجهاض أول تجربة عربية متماسكة نوعا ما في عدة أمور، هذه الرياح هبت عليها من عدة اتجاهات.

وفعلا، ومع الأسف، فقد نجحت هذه الرياح المسمومة في دقّ إسفين بين الأشقاء امتد لأربع سنوات مؤلمة، تم بسببها خلخلة منظومة هذا المجلس لعدة سنوات وكأنها دهور، وكادت تصبح كارثية على جميع أعضائه بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

وكالعادة، انبرت الكويت بقيادة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه، مسرعة لاحتواء أزمة كادت تطيح المجلس، في محاولة دؤوبة لرأب الصدع الآخذ في الاتساع يوما بعد يوم، بعد أن استبدل التآلف العربي الخليجي المعتاد بتحالفات خارجية، كانت هي التي تطمح منذ تأسيسه الى تصدعه، فكانت هذه القوى هي أسعد ما تكون مستغلة ازدياد الجفوة واتساع الفجوة بين بعضها البعض، أسهم في ذلك وأجج الصدور إعلام رخيص يديره وينفث فيه سمومه مرتزقة مستوردون من كل حدب وصوب.

الآن، وحسب ما هو معلن، فتلك الأزمة تم احتواؤها، ويقال إنها انتهت وكأن شيئا لم يكن على يد أمير الكويت سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، استجابة لجهوده وجهود سلفه، وإلى التفهم للضغوط الأمنية والدولية المستجدة على الساحة الخليجية تحديدا.

إلا أن المؤسف أن هناك من أبناء المنظومة الخليجية، وبالطبع من خارجها، لا يزالون يحاولون بشتى الطرق سلب هذا الإنجاز التصالحي الرائع من أصحابه، ولا يزالون بالطرق اللاأخلاقية تعكير صفو العلاقات بين دول المجلس، وبث روح الشك والنفور بين أقطاب هذه المنظومة، فالمرتزقة بالتأكيد سيخسرون وظائفهم ومصدر رزقهم الوحيد.

نقول لمن انجرفوا وراء أحلامهم، ولمن غرر بهم، ولمن لم يستوعبوا بعد أهمية تماسك دول الخليج العربي، بأن يعودوا الى رشدهم، فهم في النهاية ليسوا إلا أدوات تستغل لهدم وتدمير كل أسباب القوة مهما كانت ضئيلة، حتى لا تقوم لأمتنا قائمة بعد أن تكالبت عليها الأمم وحثالة القوم بسبب تشتتها وتناحرها.

نقول ونكرر، عضّوا على مجلس التعاون بالنواجذ، فالرياح الصفراء المسمومة لا تزال تهب عليه محاولة النيل منه، ولن يهدأ لهم بال حتى يتم لهم ما يريدون.

تعليقات

اكتب تعليقك