‫عبدالعزيز الفضلي: لقد فقدت الكويت وسورية بل الوطن العربي والإسلامي واحداً من الشخصيات التي قلّما تجده يجمع الصفات التي عُرِف بها أبو البراء رحمه الله‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 418 مشاهدات 0


المستشار، المُرَبّي، المُعَلِّم، التربوي، الداعية، الكاتب، المُصْلِح، القاضي، المُدرِّب، القدوة... كل هذه الألقاب والمُسمّيات، لو اخترت واحدة منها لتضعها أمام اسم الفقيد الأستاذ محمد رشيد العويد (أبو البراء) - رحمه الله - لكنت مُحِقّاً.

لقد فقدت الكويت وسورية - بل الوطن العربي والإسلامي - واحداً من الشخصيات، التي قلّما تجده يجمع الصفات التي عُرِف بها أبو البراء رحمه الله.

الأستاذ محمد العويد رحمه الله سوري الجنسية، قدِم إلى الكويت في أوائل ثمانينات القرن الماضي، واستقر في الكويت إلى أن توفاه الله يوم السبت الماضي 16 يناير بعد صبر طويل مع المرض.

عرفناه منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما انتشرت كتاباته ومؤلفاته عن المرأة المسلمة، وكيف كان يدعوها إلى التمسك بمبادئها الإسلامية، وعدم الانخداع بالشعارات الزائفة التي كان يرفعها الغرب حول حرية المرأة، والتي لم تؤدِ إلّا إلى مزيدٍ من التعاسة والشقاء للمرأة الغربية.

وقد صدر لأبي البراء - رحمه الله - أكثر من 60 مؤلفاً حول المرأة والأسرة.

ثم انطلق الفقيد إلى مزيد من الانتشار والتأثير، من خلال تقديمه للعديد من البرامج سواء الإذاعية أو التلفزيونية، وقد استضافه العديد من القنوات الفضائية ليقدم من خلالها برامجه، ومنها قنوات الكويت والمجد واقرأ ودبي وتلفزيون العرب.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كان للفقيد حساباته الشخصية، التي كان يكتب ويرسل فيها توجيهاته التربوية واستشاراته الأسرية، وله عشرات الآلاف من المتابعين.

لم يكن أبو البراء يتردد، في الاستجابة لأي دعوة توجه له للمشاركة في محاضرة أو ندوة أو مهرجان، يستطيع أن ينفع به الناس ما دامت ظروفه تسمح.

وكان يرد على الاتصالات الهاتفية الواردة إليه، ويُقدِّم من خلالها النصح والمشورة.

وكم أصلح الله به بين الأزواج، بعد أن كادت بيوتهم أن تتُهدم بسبب الطلاق، وكم احتكم إليه المتخاصمون، ونزلوا عند رأيه وقبلوا بحكمه ثقة به.

لعل من الدروس التي نتعلمها من سيرة الاستاذ العويد رحمه الله، هو أن على الداعية أن يتصف بحسن الخلق والتواضع والابتسامة وسماحة النفس، ولين الجانب، وبذل الوقت والجهد في سبيل نفع الآخرين.

وأن على الإنسان أن يجتهد بأعمال صالحة، يبقى له أثرها حتى بعد رحيله.

لم يكن أبو البراء أنانياً يعيش لنفسه فقط، بل عاش ليخدم مجتمعه وأمته، ولذلك عاش كبيراً ومات كبيراً.

لقد امتلأت المقبرة بالأعداد الغفيرة التي حضرت لتشييع جنازته، ولعلها من عاجل بشرى المؤمن، والناس شهود الله في أرضه.

لقد دعوت الله تعالى عند قبر الفقيد، بأن يعفو الله تعالى عنه كما كان يعفو عن الناس، وأن يُسهّل حسابه كما كان سهلاً مع الناس، وأن يرفق الله بحاله كما كان رفيقاً بالناس.

رحم الله الأستاذ محمد رشيد العويد وأسكنه فسيح جناته، وأحسن الله العزاء لأهله وإخوانه ومحبيه.

وعلى أبي البراء فلتبكِ البواكي.

تعليقات

اكتب تعليقك