وظيفة غريبة.. رجل ياباني يؤجر نفسه عبر الإنترنت لـ «فعل لا شيء» مقابل 100 دولار! يحمل شهادة عُليا في الفيزياء.. ويتعامل مع 4 أشخاص يومياً

منوعات

الآن - وكالات 336 مشاهدات 0


حصل رجل ياباني يكسب رزقه من خلال تأجير نفسه «لعدم القيام بأي شيء» على عدد هائل من المتابعين عبر الإنترنت وآلاف الزبائن، وفقاً لما ذكرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ومقابل 10 آلاف ين أو ما يعادل نحو 100 دولار، بالإضافة إلى نفقات السفر والوجبات، يمكن لأي شخص استئجار شوجي موريموتو البالغ من العمر 37 عاماً من طوكيو في اليابان، لكنه لن يفعل أي شيء باستثناء تناول الطعام والشراب مع الشخص الذي استأجره.

وعرض موريموتو خدماته لأول مرة في يونيو 2018، قائلاً «أنا أعرض نفسي للإيجار كشخص لا يفعل شيئاً، لا أستطيع فعل أي شيء باستثناء الأشياء السهلة».

وعلى الرغم من أنه كان يقدم خدماته مجاناً في الأصل، إلا أنه الآن يتقاضى رسوماً لتقليل حجم الطلبات، ويقول إنه يتعامل مع ثلاثة أو أربعة عملاء يومياً، و3000 منذ أن أطلق خدماته لأول مرة.

ويقول إن الناس يستأجرونه لأسباب مختلفة، ومعظمهم يشعرون بالملل أو الوحدة ويريدون ببساطة أن يتم الاستماع إليهم، ومنهم من يريد تناول الغداء معه والتقاط الصور، وأيضاً لمرافقة شخص ما يطلب الطلاق أو لالتقاط الفراشات في الحديقة، والاستماع إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يكافحون من أجل عملهم.

واستأجره رجل لوصف جريمة قتل ارتكبها، بينما دفع آخر له لأخذه من المستشفى لزيارة المكان الذي حاول فيه الانتحار.

وقال موريموتو، وهو شاب متزوج ويحمل شهادة دراسات عليا في الفيزياء من جامعة أوساكا لصحيفة ماينيتشي «لست صديقاً أو خبيراً، لكنني متحرر من الأشياء المزعجة في العلاقات، ويمكنني أن أخفف من شعور الناس بالوحدة».

وفي أقل من ثلاث سنوات، نشر موريموتو الذي كان يعمل في مجال النشر، وانتقل لـ «عدم فعل أي شيء»، كتباً عن اختياره المهني، وألهم دراما تلفزيونية واكتسب 270 ألف متابع على «تويتر».


ما الذي يجعله مميزاً؟

خلال أقل من 3 سنوات نشر كتباً، وألهم دراما تلفزيونية، واكتسب 269 ألف متابع على تويتر.

ومن بين عملائه الممتنين، أشخاص يريدون رفيقاً في نزهة بسيطة وخلال التسوق، وفي إحدى الحالات يريدون شخصاً يتعافى من محاولة انتحار.

يقول ملفه الشخصي على الإنترنت: "استأجِر شخصاً (أنا) لا يفعل شيئاً. أنا متاح دائماً، لن أفعل أي شيء سوى تناول الطعام والشراب وإعطاء رد بسيط".

يُذكر أن شوغي متزوج ولديه طفل في الرابعة من عمره، وقد حصل على شهادة دراسات عليا في الفيزياء من جامعة أوساكا وعمل بشركة نشر لمدة 3 سنوات، لكنه استقال بسبب إصابته بالضجر. 

وفي عام 2018، نشر تغريدة تقول: "أنا أعرض نفسي للإيجار.. شخص لا يفعل شيئاً. هل من الصعب عليك الدخول إلى المحل بمفردك؟ هل ينقصك لاعب في فريقك؟ هل تحتاج من يحجز لك مقعداً؟ لا أستطيع فعل أي شيء باستثناء الأشياء السهلة".

كي لا تشعر بالوحدة

في البداية كان يعرض خدماته بالمجان، لكنه الآن يضع مقابلاً مادياً؛ لتقليل الضغط على الطلب، والتخلص من العابثين. وغالباً ما يقضي الوقت مع ثلاثة أو أربعة عملاء مختلفين يومياً، لا يفعل خلاله أي شيء. ويقول إنَّ معظمهم يريدون ببساطةٍ شخص يستمع إليهم.

إذ تمت الاستعانة بخدماته من أجل تناول الغداء والتقاط صور لـ"إنستغرام" والتقاط الفراشات في الحديقة والذهاب إلى مباراة مصارعة. واستأجره رجلٌ ذات مرة، وحكى له جريمة قتل ارتكبها، إلى جانب أنه حظي بعميل آخر كان عضواً سابقاً في طائفة Aum Shinrikyo، التي شنت هجوماً بالغاز السام على مترو أنفاق طوكيو في عام 1995. واستأجر آخر شوغي لنقله من المستشفى حيث كان يتعافى، إلى المكان الذي قرر فيه الانتحار.

ويقول شوغي: "لست أحد الأصدقاء أو المعارف. لذا أخلو من الأشياء المزعجة التي تقترن بمثل هذه العلاقات، لكن في الوقت نفسه، يمكنني تخفيف شعورهم بالوحدة". 

الانتحار في اليابان

قال تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية إن معدَّلات الانتحار بين الشابات زادت بشكلٍ ملحوظ في اليابان وكوريا الجنوبية، مِمَّا زاد من الاعتقاد بأن هناك روابط مُحتَمَلة بأن جائحة فيروس كورونا المُستجَد تصعِّد من مستويات التوتُّر والكرب، وتُفاقِم من حِدَّة الشعور بالوحدة والعزلة. 

إحصاءات حكومية قالت إن إجمالي حالات الانتحار في اليابان ارتفعت إلى 2153 حالة في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أعلى عدد شهري منذ أكثر من خمس سنوات، مع زيادةٍ أكبر بين النساء. وأظهرت تقارير أنه بين شهريّ يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، انتحَرَت 2810 نساء يابانيات على الأقل، أي أكثر بنسبة 41% من النساء اللواتي انتحرن في الفترة نفسها من العام الماضي، وكان عددهن 1994. وتُظهِر البيانات الأوَّلية حسب الفئة العمرية الارتفاع الأكبر بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 29 عاماً. 

لدى اليابان بالفعل أعلى معدَّل انتحارٍ بين مجموعة الدول الصناعية السبع- قبل الولايات المتحدة مباشرةً- وهي الدولة الوحيدة بين الدول السبع التي يُعتَبَر فيها الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة اليابانية. 

كما تدفَّقَت اتصالات المراهقين والشابات بخطوط المساعدة الخاصة بالانتحار، وطلبوا المساعدة على منصة تويتر وفي المنتديات وعبر الإنترنت. 

يوكي نيشيمورا، من الرابطة اليابانية لخدمات الصحة النفسية قال إن فرصة وصول المتصل إلى الخط الساخن تبلغ حوالي 40% فقط. 

أما جيرو إيتو، رئيس منظمة OVA غير الربحية المعنية بمحاولة منع الانتحار، فقال إن الأشخاص الذين يصلون إلى خط المساعدة الخاص بمنظمته لديهم في الأغلب شيءٌ واحدٌ مشترك، ألا وهو الوحدة. 

وشكَّل الرجال 70% من حالات الانتحار البالغة 20169 حالة في اليابان العام الماضي.

تعليقات

اكتب تعليقك