الأغلبية لا تعني مساندة الحكومة في التعدي على الدستور، اما المعارضة فلابد ألا تنظر للسياسة من منظار الفجر في الخصومة السياسة وحسابات الربح والخسارة.. مقتبس من مقال د. هيله المكيمي
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2009, منتصف الليل 839 مشاهدات 0
مليون أحمد الفهد !!
د. هيلة حمد المكيمي
يتزامن ارتفاع درجة حرارة العطلة الصيفية مع ارتفاع سخونة التصريحات المتبادلة ما بين الحكومة وعدد من البرلمانيين، ما يعني ان العطلة الصيفية ما هي الا بالونات اختبار وفترة للتحضير لدور الانعقاد المقبل، ولاسيما ان الفريق المضاد للحكومة قلب الساحة السياسية لساحة رياضية، تابعنا فيها الشوط الاول في دور الانعقاد الماضي والذي تمخض عنه نتيجة واحد/صفر لصالح الحكومة على خلفية استجواب وزير الداخلية، لهذا يجلس الفريق الخاسر على مقاعد الاحتياط في العطلة الصيفية ليرى أخطاء تمرينات الفريق الرابح والتعليق عليها، راصدا نقاط ضعف الفريق المنافس من اجل الإيقاع به في الشوط الثاني، وقد تلمس ان ابرز نقاط الضعف تلك تكمن في استجواب رئيس الوزراء ولهذا ما لبث هذا الفريق أن أطلق تصريحات على الفاضي والمليان عن نيته لاستجواب رئيس الوزراء، وآخرها ذلك التهديد باستجواب الرئيس في حال ان سعت الكويت لإعطاء أية معونات لدول أخرى!!
المتابع لتصريحات كلا الفريقين، يعتقد للوهلة الاولى ان الفريق المنافس نجح في التصيد على الفريق الحكومي من خلال التصريحات الاخيرة، ومنها ما قاله البراك في مؤتمره الصحافي الاخير في رده على تصريحات الشمالي والفهد حول صندوق المسرحين حينما اكد «بأننا لا نستغرب هذا التناقض كونها حكومة ردود افعال فبينما يؤكد الفهد على اعتماد الحكومة لصندوق المسرحين، ينفي الشمالي حول عدم وجوده اصلا». كما قوبلت التصريحات البرلمانية برفض المقترح الحكومي حول تعديل اللائحة الداخلية لتمكين أي وزير من الانابة عن اي وزير آخر يوجه له الاستجواب وقد علق د. حسن جوهر «نخشى ان يتم اختيار بعض الوزراء «كممشة زفر» وتلقى عليهم المسؤولية ليقوموا بدور الكومبارس»!!
إزاء تلك التصريحات البرلمانية اتى رد الشيخ احمد الفهد كصفعة باردة غير متوقعة تمكن من الخروج منها بهدوء الا انها في الوقت نفسه ملغمة بالكثير من المضامين لابد من ان يتمعن بها خصومه، وذلك حينما علق قائلا «لايوجد اختلاف في التصريحات بيني وبين الشمالي والاختلاف فقط في مسمى المشكلة (صندوق المسرحين)» وهذا يعتبر تداركاً ذكياً للتصريحات الشمالي التي اعتدنا على فوضويتها في السابق ولاسيما تصريحاته المشؤومة حول التداول في البورصة حتى اطلق عليه البراك بـ «وزير التوهان»، وان كنا لا نقبل بالتجريح إلا انه لا يعقل ان وزير المالية يغرد بعيدا عن السرب الحكومي والواقع الكويتي برمته..فالقطاع الخاص يشهد تسريحا غير مسبوق للكويتيين الموظفين ما يعني تشرد الكثير من الاسر وبالتالي لا يمكن لحكومة ان تدعي تحويل الكويت الى مركز مالي واستثماري وان يأتي وزير ماليتها لينفي دور الحكومة في علاج تلك المشكلة والتي بدأت اقتصاديا وانتهت بكوارث اجتماعية، وبالتالي نشيد بدور الفهد في تأكيده على اولوية تلك المشكلة الا اننا نبقى بانتظار النتائج وعدم الاكتفاء بالتصريحات!!
اما حول «الاستعانة بوزير»، فقد نفى الفهد رغبته في تخطي الدستور حينما أكد «بعدم وجود أي توجه لتعديل اللائحة فنحن لن نقبل بأي شكل من الاشكال تنقيح الدستور ولا نريد مسه وهذا ما يدفعنا اليه سمو الرئيس الا انه يبقي الموضوع محل الدراسة، وباننا جئنا للتعاون ولا نبحث عن الصراع «الا اذا اجبرنا عليه»!! وبانه لا يحتاج لذلك التعديل كي لا يصعد المنصة ولا يحتاج كذلك الى «الاستعانة بصديق»، وفي حال ان صعد سوف «يربح المليون»!!
رغم شعبية وطرافة التصريح وهي سمة ليست بالغريبة عن الفهد بل هي سبب شعبيته لدى العديد من فئات المجتمع الكويتي، الا انها في الوقت نفسه رسالة سياسية ملغمة بمضامين حدود التعاون والصراع، والقدرة على التعاون والمواجهه، الحفاظ على الدستور وتنقيحه في اسوأ الظروف، الا انه في نهاية المطاف يبقى الرابح في كل الاحوال!!
يبقى في موضوع التعديل ان يقرأ الفهد الساحة السياسية بتمعن، وألا تنتشي الحكومة بأغلبية الثلاثين والتي تنبأت في مقال سابق انها من الممكن ان تنقلب للمعارضة في حال لم تلمس تغيراً واضحاً في النهج الحكومي، وان تلك الأغلبية لا تعني مساندة الحكومة في التعدي على الدستور، اما المعارضة فلابد ألا تنظر للسياسة من منظار الفجر في الخصومة السياسة وحسابات الربح والخسارة، بل ان ذلك التصعيد غير المبرر سيزيد من شعبية الحكومة والفهد على وجه التحديد، ويعي الفهد ما يرمي اليه بـ «المليون»!!
تعليقات