علي البغلي: من خفض رؤوسنا الأيام الماضية أكثر من أن يعدّوا ويحصوا يأتي على رأسهم الكثير ممن تجشم أهل الكويت العناء بانتخابهم لتمثيله في مجلس الأمة
زاوية الكتابكتب علي البغلي يناير 11, 2021, 9:58 م 392 مشاهدات 0
حفلت صحف الأسبوع الماضي بأخبار عن شباب وأفراد كويتيين يرفعون الراس، وآخرين يخفضون أو ينزلون الراس..
على رأس من رفع راس أهل الكويت شبابها وشيابها هو الشيخ الشاب الدكتور احمد ناصر المحمد الاحمد الصباح وزير الخارجية، الذي منحه صاحب السمو الأمير حفظه الله «وسام الكويت» للعمل بتفان في خدمة الوطن بعيداً عن الحسابات السياسية وبهرجة الإعلام، وهي سمات لرجال الدولة، لذلك استحق الناصر التكريم الأميري (القبس) 7 يناير الجاري.
وقد شاهدنا الناصر وهو يمتطي طائرته زائراً دول الخليج العالقة في خلاف انتهى ولله الحمد، حاملاً لهم رسالة أميرنا الشيخ نواف الأحمد، ومكملاً جهود أمير الإنسانية المغفور له الشيخ صباح الأحمد، الذي بذل جهوداً أشاد بها ولاحظها العالم أجمع، في رأب الصدع في جدران دول مجلس التعاون وإعادة اللحمة إليها. وقد سررت أيما سرور عندما شاهدت الشعب القطري الشقيق، الذي قاطعه بعض أشقائه، يستمع بسعادة وسرور إلى تصريح الشيخ الدكتور أحمد الناصر، وهو يبشّر أهل قطر والعالم أجمع بإنهاء مقاطعة الأشقاء.
وبيني وبين الشيخ أحمد الناصر علاقة شخصية قديمة، فهو زميل دراسة، وصديق صدوق لشقيقي المرحوم الدبلوماسي المستشار نزار أحمد البغلي، الذي وافته المنية في اليوم الأول من شهر يناير 2020، وجاءنا زميله وصديقه في الدراسة والعمل الشيخ أحمد الناصر معزياً، وتبادلت معه الأحاديث عن المرحوم، وسألته قائلاً: ان المرحوم شقيقي كان يقصدني في كل أمر كان يريده من المسؤولين الكبار بوزارة الخارجية في الترقيات والانتقال من بلد لآخر، وكنت أساعده في ذلك ولم يقصر مسؤولو الخارجية من موظفيها الكبار معي، وكنت أسأل شقيقي نزار: لماذا لا يطلب ذلك من صديقه العزيز الشيخ أحمد الناصر مدير مكتب وزير الخارجية هذه الطلبات؟ فكان شقيقي يضحك ويخبرني أن الشيخ يقول له إن شقيقك علي له أصدقاء في الخارجية الكويتية وتأثير أكثر مني! ولما سردت هذه الحكاية على الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أخبرني أنه يبتعد قدر الإمكان عن أي واسطة حتى لو كانت لمستحق، وهذا هو ما نتمنى أن يقوم به كل قياديينا الحكوميين إن شاء الله.
***
الشاب الكويتي الثاني الذي رفع راسنا في بداية هذه السنة 2021 هو الشاب حسين بومجداد، الذي نشرت القبس 7 يناير في صفحتها الأخيرة خبراً عن تكريمه في معرض جنيف الدولي، وهو يعمل كرجل إطفاء بفرقة الإنقاذ والمكافحة في الإدارة العامة للإطفاء، وقد قام بسبب ما عانى ويعاني الآلاف في كل أنحاء العالم، ممن يقومون بالوظيفة نفسها باختراع أداة تفتح الأبواب عند الطوارئ في حالة احتجاز الأفراد داخل الغرف المغلقة، سواء الأطفال أو البالغين داخل السكن الخاص أو المؤسسات الحكومية والمصانع، ويسهم ذلك الاختراع في إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات الخاصة والعامة وفتح الباب بسرعة فائقة من غير كسره، بحركة يدوية بواسطة الأداة خلال 15 ثانية. فشكراً لشقيقنا الشاب بومجداد، ونقوله كثّر الله من أمثالك.
***
من خفض رؤوسنا الأيام الماضية أكثر من أن يعدّوا ويحصوا، يأتي على رأسهم الكثير ممن تجشم أهل الكويت العناء بانتخابهم لتمثيله في مجلس الأمة الكويتي، الذي قلبوه إلى مجلس الغمة.
فالكثيرون منهم وعدوا زملاءهم الناجحين في اختيارهم أو انتخابهم للمراكز القيادية لرئاسة المجلس ونيابة الرئيس، ونكصوا بوعودهم.. ورأينا سوء اختياراتهم لعضوية اللجان، لأعضاء من زملائهم قد يكونون سمعوا بأسماء هذه اللجان للمرة الأولى! يضاف إلى أولئك المسيئين من بعض مسؤولي وموظفي الأمانة العامة في المجلس وبعض من حراسه، الذين ادخلوا عشرات الشباب وتجاهلوا ما درج عليه المجلس منذ إنشائه منذ 6 عقود بدعوة الوزراء والأعضاء السابقين والشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والقضائية البارزة لحضور حفلات افتتاح الأدوار الأولى للمجلس..
يختمها بعض نواب الغمة أو الأمة بتقديم استجواب ضد رئيس الوزراء قد يكون مستحقاً، ولكن بنظري ونظر الكثيرين «هذا مو وكته»، فالبلد يعاني من الفساد والتأخير في مختلف الأصعدة، وكان الواجب أن يوجه هؤلاء اهتمامهم لتخليص البلد من بعض الفساد الذي يطبق على أنفاس كل كويتي.. أما استجواب رئيس الحكومة فبالإمكان تأخيره..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات