‫د. تركي العازمي: الإصلاح لا يتحقق مع وجود فساد متفشٍ ولا يمكن بلوغه في معزل عن الصالحين المصلحين من «الأخيار» من الشعب‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 345 مشاهدات 0


عندما يُخطئ فرد ما في قول أو عمل وتكون محصلته سلبية مخيبة للآمال، يقال له تهكماً المثل الدارج «خبز خبزتيه... يالرفلة إكليه»، ومضينا على هذه الحال بين الرفلة والأرفل لمدة عقود.

كل ما ترونه محصلة طبيعية لتمدد هذه الثقافة، حتى أصبح الرويبضة والسفهاء عددياً أكثر من غيرهم في الظهور، وتقدم الصفوف... وهذا تراكمياً خلق «أرفل وأرفلة» ولك أن تتخيل طبيعة التاريخ «تشريعاً ورقابة»!

لدينا مخبزان لإنتاج «خبز الرفلة»: مخبز السلطة التشريعية ومخبز السلطة التنفيذية.

عندما لا تقدم الحكومة برنامج عملها خلال المدة الدستورية، ولا تختار كفاءات لتولي المناصب القيادية بما فيهم الوزراء فالخبز المنتج (الأداء) لن يكون طيب المذاق حسب ردود فعل المتلقي.

أخبرونا عن الإصلاح ولم نر سوى القليل مما يذكر، حدثونا عن رؤية الكويت 2035 ولم تتغير بعد تغير الاقتصاد العالمي، حدثونا عن ترشيد المياه عبر مبادرة «السطل»، حزام الأمان، متروكين يفترض أن يكونا جاهزين في 2018، تطوير التعليم، تحسين الخدمات الصحية، استرداد الأموال المنهوبة ومحاسبة سراق المال العام، وقالوا إنه في 2018 أو قبلها ستنتهي مشكلة الحصى المتطاير و«الشوارع كما ترونها»... إلخ، وعندما تأتي المبادرات من قِبل الكفاءات لا يتم الأخذ بها!

أما بالنسبة للسلطة التشريعية، فالأمر برمته محصور في وعي قاعدة الناخبين... ففي المجلس السابق كانت إنجازات بعض لجان مجلس الأمة لا تتعدى نسبته المئوية عدد أصابع اليد الواحدة ومشاريع كثيرة «محبوسة» في اللجان... هنا قد يكون «العجين» غير صالح بعضه، ولهذا نسمع بالمثل القائل «نسمع جعجعة ولا نرى طحينا» ؟! والسبب يعود للتصويت لمرشح غير مؤهل لتولي مهام «نائب».

من حقك اجتماعياً أن تتعاطف وتفزع لقريبك وابن عمك، ومن هو من مجموعتك وحزبك وكتلتك، لكن النائب إن لم يأتِ من الأخيار علماً ومعرفة وخبرة ونزاهة ومتحدثاً، فستكون المحصلة عكسية في غاية السلبية ليس ضمن حدودك، بل على الوطن بأكمله. نرى أن المجلس الحالي في بدايته، وكنا نأمل أن تخرج لنا القرارات والمشاريع التي يتطلع لها الشعب، ويكون هناك توافق مع السلطة التنفيذية، لكن اختلف الجمعان بين من يريد الصالح، وبين من يريد بقاءنا على النهج نفسه.

فواضح أين هو «خبز الرفلة»، ومن عجنه ومن شكل مظهره قولاً وفعلاً، لنُحرم من «الخبز الصالح»!

الزبدة:

الإصلاح لا يتحقق مع وجود فساد متفشٍ، ولا يمكن بلوغه في معزل عن الصالحين المصلحين من «الأخيار» من الشعب.

إنها مسألة تقديرية و«خبز الرفلة» كناية عن «قلة الدبرة»، وهذه تعود لسوء اختيار القيادات والوزراء والنواب على حد سواء. نريد استفتاءً عاماً لمعرفة مطالب الشعب وأوجه القصور، وعند تحديدها يتم عزل المقصرين والإتيان بنخبة من الكفاءات «درجة علمية محترمة معتمدة، خبرة وثقافة وحسن سيرة وسلوك»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك