ندوة 'المرصد' .. 'ديوان المحاسبة بين الحسبة والتحسب'
محليات وبرلمانيوليو 11, 2009, منتصف الليل 1409 مشاهدات 0
العبيسان : ما يحدث في ديوان المحاسبة انتكاسة غريبة لمبدأ الشفافية.
بوخضور: وزارة التجارة مسؤولة عن انهيار البورصة.
الفزيع : دفعوا الملايين في مولدات سكراب لشركة رأسمالها 30 ألف دينار أردني.
أقام المرصد الكويتي لتأصيل الديمقراطية ندوة بعنوان 'ديوان المحاسبة بين الحسبة والتحسب' حضرها الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور والكاتب الصحافي نواف الفزيع ورئيس المرصد الكويتي لتأصيل الديمقراطية مطلق العبيسان وعدد من الأكاديميين والسياسيين .
في البداية أكد رئيس المرصد مطلق العبيسان على أهمية ديوان المحاسبة، حيث أنه مفخرة وعلامة مضيئة في تاريخ الديمقراطية الكويتية، كما أنه ذراع مهم جدا لمجلس الأمة، منوها بأنه لا يوجد مؤسسة خارج نطاق المراقبة أو النقد، وأن هناك الكثير من التساؤلات تدور حول ديوان المحاسبة.
وأشار العبيسان إلى عنوان الندوة 'ديوان المحاسبة بين الحسبة والتحسب'، لافتا إلى أن غياب دور عدد من جمعيات النفع العام في مراقبة أداء ديوان المحاسبة وما يدور داخله، قائلا أنها غيبت عن عمد أو آثرت هي أن تغيب وتصمت هذا الصمت المطبق، الغير طبيعي لما يحدث في ديوان المحاسبة، ما يعد انتكاسة غريبة وتراجعا غير مقبول لمبدأ الشفافية، لافتا إلى أن هناك صراعا أزليا بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ، منوها بأن الفترة الماضية تدعو إلى القلق .
من جانبه ألقى الخبير الاقتصادي وأمين عام المرصد حجاج بوخضور الضوء على دور ديوان المحاسبة ، حيث أنه من الأركان المهمة لقيام أي دولة وبقائها ، وقال أنه رغم أهمية ديوان المحاسبة لكنه لا يعطى الأهمية المناسبة من قبل المسئولين ، وكثيرا ما نرى إغفال وإهمال دوره من قبل السلطة التشريعية ، وكان من الممكن تجنيب الكويت كثير من الخسائر وهدر المقدرات ، لو أعطي الديوان الأهمية المناسبة ، ورغم إعطائه مبنى جميل إلا أنه لم يعط الدور المناسب .
وقال أنه أول من طالب بإحياء نصوص ديوان المحاسبة وإعطائه الإمكانيات المناسبة ، منوها بأن الأصل في عمل الديوان هو تجنب الخطأ لا معالجته ، وأن الديوان لا يقوم بدوره في الرقابة السابقة كما يجب ، فإن عليه مراجعة الإجراءات قبل أن تقوم الحكومة بتنفيذ المشاريع ، كما أنه أول من طالب بأن يكون هناك مكاتب تابعة للديوان في كل المؤسسات الحكومية ، حتى تقوم بدورها في الرقابة السابقة ، منتقدا تقارير الديوان التي تقتصر على الرقابة اللاحقة .
وشدد بوخضور على أهمية أن تعمل السلطة التشريعية على تطوير تقارير ديوان المحاسبة ، لافتا إلى أن تقارير ديوان المحاسبة عن قطاع النفط تحتوي على نفس الملاحظات منذ عام 1992 وحتى الآن ، ولو كان هناك متابعة لما رصده الديوان في تقاريره لتم إصلاح قطاع النفط ، وبالقياس نجد نفس الشيء في باقي وزارات ومؤسسات الدولة .
وانتقد بوخضور ما يحدث في وزارة التجارة ، قائلا أنها المسئولة عما يحدث من انهيار في سوق الأوراق المالية، لافتا إلى تصريح وزير التجارة بأنه لا يوجد أعمالا وهمية ، رغم أن 60% هي أعمال وهمية في البورصة.
وأشار بوخضور إلى أن دور ديوان المحاسبة هو كجرس التنبيه لتجنب الأخطاء وهدر المال العام وهو كالضمير متى ما انتهى هذا الضمير انتشر الفساد.
وبدوره قال المحامي والكاتب الصحافي نواف الفزيع أن التنمية لا يمكن أن تقوم بدون محاربة الفساد ، لدينا فساد ومؤشرات المنظمات الدولية تؤكد ذلك وترتيب الكويت يصعد في مراتب ازدياد الفساد، مشيرا إلى البلاغ الذي تقدموا به للنائب العام بخصوص مولدات الكهرباء السكراب التي اشترتها وزارة الكهرباء .
وأضاف أن الموظف بديوان المحاسبة إحسان عبد الله قد طرق جرس الخطر وقدم مستندات للنيابة العامة، تفيد أن الديوان لم يقم بدوره في قضية معينة .
وأضاف الفزيع أن ما يحدث بديوان المحاسبة هو تستر على الفساد ، لافتا إلى إحالة الوكيل المساعد عبد العزيز اليحيي إلى التقاعد ، بسبب قضية المولدات وموقفه منها.
وأوضح أن طلب ديوان المحاسبة التحقيق في قضية اللافتات في وزارة الداخلية هي سابقة أولى في تاريخه ، معتبرا ما حدث هو إهدار للمال العام ، منتقدا وصف الحكومة لها بالخطأ الإداري ، واصفا الحكومة بأنها حكومة الخطأ الإداري وللأسف وقف معها نواب أقسموا على رعاية مصلحة الوطن وحماية المال العام .
وتطرق الفزيع إلى اللجنة العليا بديوان المحاسبة وأن بها عناصر من الممكن أن تضرب استقلالية جهاز ديوان المحاسبة، لافتا إلى تجميد رئيس نقابة ديوان المحاسبة ممدوح العنزي وإحالة عبد العزيز اليحيي للتقاعد وإنهاء عقد أحد المدققين ، وتشكيل لجنتين ، إحداها لتقييم إجراءات الرقابة اللاحقة لموضوع المولدات ولجنة لتقييم رد ديوان المحاسبة على وزارة الكهرباء ، وكأنهم يريدون تهميش وإضعاف رد الديوان لتبرئة مسئولي الكهرباء .
وأكمل قائلا المسألة أن ديوان المحاسبة تم اختراقه لإضعاف دوره الرقابي ، موضحا ما حدث في قضية مولدات الكهرباء السكراب التي اشترتها الوزارة بالملايين ولم تستفد منها ، منتقدا التعاقد مع شركة رأس مالها 30 ألف دينار أردني ، وإعطائها الملايين ، ومنتقدا تنازل ديوان المحاسبة عن 36 شرط بسبب الظروف الاستثنائية ، آسفا لمباركة الديوان إهدار 408 مليون دينار.
وأضاف أن وزير الكهرباء صرح بأن أنفلونزا الخنازير سبب في انقطاع الكهرباء بالكويت ، لافتا إلى أن ما لدينا بالكويت هو أنفلونزا فساد ، ومجلس الأمة بدون ديوان محاسبة يقوم بدوره الصحيح لن يكون له دور رقابي ، والمؤسف أنهم يزيحون الشرفاء من ديوان المحاسبة ، وهناك حملة شرسة لإيقاف الشرفاء وإلقاء التهم جزافا عليهم ، وهم بذلك يريدون كسر سيف ديوان المحاسبة.
تعليقات