علي البغلي: لماذا يتفنن هؤلاء بتوزيع احسانهم لغير المحتاج الحقيقي وبانتقائية بغيضة؟!
زاوية الكتابكتب علي البغلي ديسمبر 30, 2020, 11:33 م 295 مشاهدات 0
ما حدث منذ أيام في معسكر بحنين للاجئين السوريين شمال لبنان، أمر يدمي قلوبنا كعرب ومسلمين، لأن من أحرق المخيم وشرد أطفاله ونساءه ومسنّيه، الذين يعانون أضعاف ما يعانيه اللبنانيون، هم من أشقائهم اللبنانيين الذين يعانون أشد المعاناة من أزمتهم الاقتصادية السياسية الصحية الطاحنة، التي خلفها زعماؤهم السياسيون والدينيون منذ أشهر من دون بادرة أمل في حلّها.
التقرير الذي نشرته القبس في 28 ديسمبر عن ذلك الحادث اللا إنساني أدمع عيوننا على إخوة لنا في الإنسانية والأصل، وإخوة لنا في المواطنة والأصل والفصل.!
يقول أحد من شاهد المأساة العروبية الشنيعة عن تلك الليلة المروعه «انه اندلع إشكال بين بعض أفراد وعوائل المنطقة اللبنانيين وبين بعض اللاجئين في مخيم بحنين، فقامت مجموعة من المسلحين وحاصرت المخيم عند بوابة الدخول الرئيسية والبوابة الخلفية، بعد أن قطعوا الكابلات الكهربائية عن المخيم، ليتحول لظلام دامس، لا يسمع فيه إلا عويل ونحيب النساء والأطفال في ذلك المخيم المعروف باكتظاظه، حيث تتلاصق الخيم مع بعض. وقبل اندلاع الحريق وقطع الكهرباء سمع اطلاق رصاص بشكل كثيف ـ ومنع اللاجئون السوريون من الهرب الى مخيم آخر مجاور لهم، والا سيضرم بهم النار. بعد ذلك صرخ شخص (أحرقوا الخيم) لتبدأ النار بالفعل تلتهم خيام بعض اللاجئين ومحتوياتها، الذين حاولوا الهرب وعمدت بعض النساء لرمي اطفالهن خلف السور المحيط بالمخيم لتخليصهم من الحريق، فاحترق من احترق ونجا من نجا».. انتهى
***
بعد أن قرأت عن هذه المأساة العربية المعاصرة تمنيت أن أكون هناك لمساعدة الاطفال والنساء والعجائز بالغذاء والدواء والمال. وأنا واثق تماما أن الشرفاء في هذا العالم، وعلى رأسهم جمعية الهلال الأحمر الكويتي وباقي الهيئات الخيرية اللا أصولية وغير المسيسة، سيقومون بما أعجز عن القيام به.
ولكن ما حزّ بنفسي هو تفاخر بعض اصوليينا من متبني الفكر الداعشي، الذين ابتلينا بهم في السابق والحاضر، بتمويل بعض الفئات السورية المنكوبة بحربها الاهلية منذ سنوات بالأموال والسلاح والمقاتلين.
فقد شاهدنا أحد نوابنا السابقين من الاصوليين المتشددين يفتخر قائلاً إنه وراء تزويد ما يزيد على 10 آلاف مقاتل بالأموال والسلاح، ونحمد الله ان جريمة اقتحام قاعة عبدالله السالم أراحتنا منه وللأبد ان شاء الله. ورأينا أحد طوال الألسن من متشددي مجلس 5 ديسمبر يجلس مع المقاتلين من جماعاتهم الداعشية في الشقيقة سوريا، ويفخر بمساندته اياهم بالمال والعتاد والشباب، فتساءلت بنفسي مصدوماً من الفظائع التي يرتكبها من ابتلانا الله بهم، وبلينا نحن ووطننا بهم بانتخابنا لهم! لماذا يتفنن هؤلاء بتوزيع احسانهم لغير المحتاج الحقيقي وبانتقائية بغيضة؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات