27 دولة أوروبية تبدأ حملة التطعيم ضد «كورونا» اليوم

عربي و دولي

الآن - وكالات 320 مشاهدات 0


بدأ الاتحاد الأوروبي، أمس، تسلّم أولى جرعات لقاح «فايزر - بيونتك» المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ومن المقرر أن تبدأ حملات التطعيم في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27، اليوم، بعدما أقرّت الجهات المنظمة اللقاح في 21 ديسمبر الجاري، في وقت أُجبرت فيه دول عدة في التكتل على فرض تدابير إغلاق، جرّاء ظهور سلالة جديدة من «كورونا»، تواصل تفشيها من بريطانيا إلى فرنسا وإسبانيا واليابان.

وأودى «الوباء» بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص، ولايزال يتفشى في معظم أنحاء العالم، لكن إطلاق حملات التطعيم، أخيراً، عزز الآمال بأن تخف وطأة «كوفيد-19» في عام 2021.

ووصلت الجرعات الأولى من لقاح «فايزر - بيونتك» إلى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وهي أكثر الدول الأوروبية تضرراً بـ«الوباء»، صباح أمس، وهي جاهزة للتوزيع على مرافق رعاية المسنين، وطواقم العاملين الصحيين.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، وصول تلك الجرعات بأنها «لحظة وحدة مؤثرة» لـ450 مليون شخص، يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة. وقالت فون دير لايين، في رسالة بالفيديو: «اللقاح متاح بشكل متزامن لجميع دول الاتحاد الأوروبي. وسيبدأ الأشخاص تلقي اللقاحات في أثينا وروما وهلسنكي وصوفيا، ستساعدنا التطعيمات على استعادة حياتنا الطبيعية بشكل تدريجي».

وحضّ وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، مواطني بلاده على تلقي اللقاح، قائلاً: «سنستعيد حرّيتنا، وسنكون قادرين على أن نتعانق مرة أخرى».

وسجّلت دول عدة، من بينها فرنسا وإسبانيا واليابان والدنمارك وألمانيا وأستراليا وهولندا، إصابات بالسلالة الجديدة، ما أثار قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساساً الضغط.

وتم تسجيل أكثر من 25 مليون إصابة في أوروبا، وفقاً لتعداد أجرته وكالة «فرانس برس»، كما أعلنت روسيا، أمس، أنها تجاوزت عتبة الثلاثة ملايين إصابة بالفيروس.

وتجاوزت المملكة المتحدة 70 ألف وفاة بسبب فيروس كورونا، وتواجه ارتفاعاً متزايداً في عدد الإصابات بالسلالة الجديدة. وفرضت تدابير العزل على ستة ملايين شخص في جنوب البلاد وشرقها، اعتباراً من أمس، ليصبح مجموع السكان الخاضعين لهذه التدابير التقييدية، 24 مليوناً على مستوى البلاد.

كذلك، فرضت النمسا تدابير إغلاق على مستوى البلاد للمرة الثالثة منذ بدء تفشي الفيروس، مع إغلاق كل المتاجر غير الأساسية، ومن المفترض أن يستمر منع التجول وتدابير الإغلاق حتى 24 يناير المقبل.

واكتُشفت أول إصابة في فرنسا بسلالة فيروس كورونا المستجد المتحوّرة لدى مواطن مقيم في بريطانيا، وصل من لندن في 19 ديسمبر الجاري، بحسب وزارة الصحة الفرنسية. ولم تظهر عليه أي أعراض، بينما عزل نفسه بمنزله في تور (وسط فرنسا)، في حين تمت عملية تعقب للموظفين الصحيين الذين خالطوه.

وفي إسبانيا، تم تأكيد أربع إصابات بالسلالة الجديدة في مدريد، أمس، وقال المسؤول الثاني في سلطات المنطقة الصحية، أنتونيو زاباتيرو، للصحافيين إن «المرضى ليسوا بحالة صحية حرجة. نعلم بأن هذه السلالة معدية أكثر، لكنها لا تتسبب بأعراض أكثر خطورة.. لا داعي للهلع».

ودفعت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يخشى الخبراء أن تنتقل بشكل أسرع، أكثر من 50 بلداً، إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة حيث ظهرت لأول مرة. وانحسرت الاختناقات المرورية التي شكلتها طوابير الشاحنات في جنوب إنجلترا، أمس، بعدما رفعت فرنسا حظر الدخول لمدة 48 ساعة، للسائقين الذين خضعوا لاختبار فيروس كورونا، وأتت نتائجهم سلبية، وأبقت ميناء كاليه مفتوحاً يوم عيد الميلاد. كما اكتشفت جنوب إفريقيا طفرة مماثلة لدى بعض المصابين، لكنها نفت التصريحات الصادرة من بريطانيا، التي أفادت بأن سلالتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.

وسجلت طوكيو عدداً قياسياً من الإصابات اليومية بلغ 949، كما تجاوزت اليابان العدد اليومي الذي سجلته، أخيراً، وهو 3000 إصابة.

وشهدت تايلاند، أيضاً، تفشياً جديداً للوباء، مرتبطاً بسوق للمأكولات البحرية قرب بانكوك، أصاب ما يقرب من 1500 شخص.

وغابت مظاهر الازدحام المعهودة في الأسواق بمناسبة «بوكسينغ داي» (اليوم الذي يلي عيد الميلاد، ويشهد تنزيلات) عن شوارع سيدني، أمس، إذ التزم معظم السكان بدعوات رئيس الوزراء إلى ملازمة منازلهم، في ظل اكتشاف مجموعة إصابات جديدة.

وفي أنحاء العالم، دعي السكان لاحترام إرشادات التباعد الاجتماعي، بينما حضّت منظمة الصحة العالمية على عدم «إضاعة» ما وصفته بـ«التضحيات المؤلمة»، التي تم تقديمها لإنقاذ حياة الناس.

وفي وقت يبدأ فيه إطلاق اللقاحات بأنحاء العالم، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن «اللقاحات توفر مخرجاً للعالم من هذه المأساة، لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتاً».

وتطرّق بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الأمر، داعياً إلى تأمين «لقاحات للجميع، خصوصاً للفئات الأكثر ضعفاً وحاجة، في جميع مناطق الأرض»، مشيراً إلى أن «قوانين السوق وبراءات الاختراع، يجب ألا تكون فوق قوانين الحب والصحة والبشريّة»

تعليقات

اكتب تعليقك