أطباء مصريون: "رائحة الموت في كل مكان" بسبب الوضع الكارثي لـ "كورونا"
منوعاتالآن - وكالات ديسمبر 26, 2020, 7:02 م 744 مشاهدات 0
أصبحت إعلانات الوفاة أمرا معتادا بالنسبة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هذه الأيام، فخلال خمس ساعات فقط، نعت نقابة الأطباء المصرية، السبت، ثلاثة أطباء توفوا إثر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وتأتي أخبار الوفاة، بالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابات خلال الموجة الثانية من الفيروس، والتي انعكست بشدة على مواقع التواصل، حتى يكاد لا يمر يوم إلا ويعلن شخص إصابته أو وفاة أحد أقاربه جراء المرض.
وبحسب نقابة الأطباء، فقد توفي نحو 251 طبيبا جراء فيروس كورونا حتى هذه اللحظة، فيما وصلت أعداد الإصابات الرسمية منذ تفشي المرض حتى اليوم السبت، إلى 109 ألف حالة، و7309 حالة وفاة.
وتيرة انتشار المرض على مواقع التواصل الاجتماعي، بالمقارنة مع الأرقام الرسمية، طرحت تساؤلات عن حقيقة أرقام الإصابات والوفيات الحقيقية، حتى أصبح الأمر مثار سخرية لدى المصريين.
وكان مدير الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، قد صرح في 14 ديسمبر، أن عدد الإصابات بكورونا التي تسجلها الصحة المصرية، لا يعكس العدد الحقيقي للإصابات في البلاد.
حاولت قناة الحرة الوصول لمصادر بوزارة الصحة المصرية للحديث عن الأمر، لكن لم يرد مسؤول على المكالمات إلى هذه اللحظة، إلا أن أطباء أوضحوا سبب التفاوت الكبير بين الأرقام الرسمية، والواقع.
وقال الطبيبة والناشطة المصرية التي تشغل منصب المنسق العام لحركة "أطباء بلا حقوق"، منى مينا، إن الأرقام الرسمية المنشورة اعتمدت على أعداد المصابين الذين تم إجراء مسحة أو فحص لهم.
وأضافت مينا أن تحليلات وفحوصات فيروس كورونا التي تعرف بـ "بي سي أر"، "قليلة جدا في مصر، ودون المستوى بدولة لديها أعرق كلية طب في الشرق الأوسط وأفريقيا".
وأشارت الطبيبة المصرية إلى وجود صعوبة أيضا في عمل تحليل "بي سي أر" بالنسبة للأطباء، ويجب أن تكون الإصابة شديدة حتى يتم إجراء المسحة.
ولفتت مينا إلى أن معدل إجراء الفحص في مصر يعتبر محدودا، إذا ما قورن مع دول عربية أخرى كالأردن، وتونس، بل دول نامية مثل الهند والبرازيل، حيث أن معدل الفحص في مصر بحسب موقع "وورلد ميتر" لا يتجاوز 9686 لكل مليون مواطن.
وكان مغردون قد أشاروا إلى جودة الفحوصات في مصر، ومن بينهم الناقد اللبناني، هافوك حبشيان، الذي قال إنه عانى من أعراض كورونا في مصر، لكن الفصحين اللذين أجراهما في مصر كانا سلبيين، لكن بوصوله إلى لبنان وإجرائه الفحص للمرة الثالثة، تبين أنه إيجابي.
"وقد طالب أطباء سواء بشكل شخصي، أو تابعون للنقابة، بزيادة معدل فحوصات كورونا، صحيح أنها لن تعالج المرضى، لكنها عامل أساسي في رصد المرض، وتتبعه وعزل الحالات الإيجابية، وتحديد المخالطين للحالة"، تقول مينا.
وعن استعداد المستشفيات، تقول مينا إن هناك استغاثات صادرة من مرضى وأطباء تشير إلى زيادة الضغط على النظام الصحي بشكل يصعب معه التأقلم مع وتيرة ارتفاع المرض.
وكان الأستاذ في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، فؤاد فراج، قد شكا عبر حسابه على فيسبوك، رفض مستشفى حكومي استقباله بعد تضاعف آثار كورونا لديه ولدى زوجته، مما أجبره على اللجوء لمستشفى، ولكن بسبب التكلفة الباهظة للعزل والعلاج، عاد فراج وزوجته إلى البيت لإكمال البروتوكول العلاجي.
من جانبها، نفت عميدة كلية طب قصر العيني، الدكتورة هالة صلاح الدين، رفض المشفى الحكومي استقبال الأستاذ الجامعي، مضيفة بأنه "تم توجيههما لمستشفى الباطنة الملاصقة لعمل فحوصات، وأنه رفض وتوجه لمستشفى ابن سينا الخاص، وأن مدير مستشفى الفرنساوي اتصل بالدكتور فؤاد فراج، ولكنه رفض التجاوب وأصر على الذهاب لمستشفى ابن سينا".
واختتمت مينا حديثها مع الحرة قائلة "هناك مؤشرات على أن النظام الصحي المصري، يئن مع ازدياد الحالات، والحقيقة أن مصر ليست وحيدة، فهناك أنظمة صحية أخرى لدول كبيرة حول العالم، ترنحت تحت وطأة الكورونا".
أطباء آخرون، على مدار الأيام الماضية، نشروا منشورات على مواقع التواصل، تظهر الوضع المأساوي، واستشراء المرض بشكل سريع للغاية.
وكتب الطبيب محمد حسن، على صفحته على فيسبوك، "كتبلكم حاليا من داخل مبني عزل جامعة المنصورة.. الوضع سيئ جدا جدا وكارثي.. خافوا على نفسكم وعلى أهاليكم والناس اللي بتحبوهم".
وأضاف: "الأيام الجاية ضلمة جدا.. مفيش أماكن في العزل لأي حالات جديدة والحالات متراكمة بالمئات في الطوارئ وبالآلاف في البيوت.. وريحة (رائحة) الموت في كل مكان.. حافظوا ع الناس اللي بتحبوهم"، وتابع "المرض عدو وصعب وضعف ومفيش غطاء من الدولة لأي حد (لا يوجد حماية لأي شخص)... حافظوا على نفسكم ".
وقال طبيب سابقا لموقع الحرة، يعمل في مستشفى الطوارئ بالدقهلية، إن أعداد الإصابة بالفيروس كبيرة جدا وفي زيادة، مشيرا إلى أن المستشفى تستقبل في ساعات عمله فقط نحو 70 أو 80 مصابا بالفيروس، بالإضافة إلى المرضى الذي يتم استقبالهم في العيادات الخارجية أو يتم رفضهم.
وأشار الطبيب (أ.س) أن المستشفيات لا تجري عددا كبيرا من المسحات، بل تعتمد على الأشعة والتحاليل للتعرف على كورونا وهذا غير دقيق في تشخيص المرض.
وأكد أن متوسط عدد الحالات التي تستقبلها المستشفى 5 حالات، وهؤلاء لا يتم إجراء لهم مسحات، ولكن يتم قبولهم في المستشفى كحالات مشتبه فيها، بناء على الأعراض والأشعة مثل نقص الأكسجين، ولا يتم عمل مسحات لهم.
المصدر: قناة الحرة
تعليقات