خالد الطراح: إذا كانت فعلا الحكومة عازمة على تحقيق تحولات تنموية وإصلاحات اجتماعية جذرية فلابد من الالتفات باهتمام شديد وعناية دقيقة الى شريحة الشباب المولع بالقراءة
زاوية الكتابكتب خالد الطراح ديسمبر 23, 2020, 10:22 م 291 مشاهدات 0
على عكس ما هو معمول فيه بمعظم دول العالم في رعاية ودعم نشر الثقافة والمعرفة والقراءة لدى شرائح وأفراد المجتمع كافة، نفتقد في #الكويت مأوى حضارياً لائقاً وبيئة ملائمة لمجاميع شبابية تحتضن شغف القراءة الجماعية.
هناك مجاميع شبابية من مختلف الأعمار ومكونات المجتمع الكويتي، ومن الجنسين وباهتمامات ثقافية شتى، تلاقت عند هدف واحد، وهو الاجتماع بشكل منظم للتفكير بصورة مشتركة في مناقشة وتبادل الافكار والآراء حول كتاب متفق عليه مسبقاً.
هذا الشغف بالقراءة والعصف الذهني لكتاب يجري اختياره بعد تبادل الرأي حوله والاتفاق عليه، يبرهن على وجود شريحة شبابية مهتمة بالمعرفة والاستنارة والثقافة في شتى المجالات، ويعني أيضا الاهتمام باستثمار الوقت في ما هو مفيد علمياً وثقافياً، بدلا من هدر الوقت والعمر في شأن استهلاكي أو التسكع في الشوارع، مما قد يؤثر على النضوج سلوكياً واجتماعياً.
أصبحت لدينا مجاميع تبحث عن المعرفة حتى في طيات التاريخ والعلوم المعمقة حول الكويت وخارجها، فهؤلاء ينتقلون حيناً من أكثر من مكان عام كالكافيهات الملائمة لهدف القراءة الجماعية، وتبادل اللقاءات بينهم بالاستضافة في المنازل حيناً آخر، ويحرصون على استضافة مؤلفين للكتب ومتخصصين آخرين لمناقشة آرائهم وأفكارهم واستنتاجاتهم حول موضوع محدد.
للأسف الشديد، أن المجاميع الشبابية الشغوفة بالقراءة والمعرفة محرومة من اهتمام رسمي ورعاية جهة حكومية واحدة، كوزارتي التربية والإعلام وغيرهما، في توفير مقرات ملائمة لهذا الهدف الثقافي الواعد اجتماعياً، من اجل دعم تنمية هذه المهارات الخلاقة والمواهب الابداعية.
لدينا مكتبات عامة في معظم مناطق الكويت وضواحيها، وهي أصبحت مهجورة من جمهور القراءة، بل هي تحولت الى مقرات استراحة لكثير من الموظفين بسبب غياب جهة واحدة مهتمة باستغلال هذه المكتبات العامة لأغراض وأهداف ثقافية وعلمية ومهنية، فالمكتبات العامة لها نصيب من الميزانية العامة، ولكنها في وضعها الحالي بلا فائدة إطلاقاً.
فمن الممكن أن يكون لهذه المكتبات العامة دور ايجابي في تنمية المواهب الواعدة لدى المجاميع الشبابية ودعمها، بهدف إحداث تطوير وتنمية في الاهتمامات الفردية والجماعية بالثقافة، والتوسع بالتالي في دائرة القراءة من خلال جذب مجاميع أخرى، تحت راية القراءة والمعرفة للجميع.
إذا كانت فعلا الحكومة عازمة على تحقيق تحولات تنموية وإصلاحات اجتماعية جذرية، فلابد من الالتفات باهتمام شديد وعناية دقيقة الى شريحة الشباب المولع بالقراءة، فمن خلال هذه الشريحة يمكن خلق جسور من التواصل والاتصال مع هذه المجاميع الاجتماعية، التي تشكل نسبة عالية في المجتمع من أجل تحقيق هدف واقعي وعملي في الاستثمار في العنصر البشري، بدلا من الهدر بميزانية الدولة على اغراض ومشاريع غير ضرورية وليست ذات أهمية تذكر.
صحيح لدينا جيل رقمي، ولكن لدينا أيضا صفوف من الجيل الحديث، الذي بات مولعاً باقتناء الكتب والقراءة والبحث عن المعرفة في اعماق مجلدات من الكتب، وهي مبادرة انطلقت صغيرة وبشكل ربما عفوي، لتصبح اليوم أكبر من المتوقع عدداً وحجماً، وهو ما يقتضي الاحتضان الرسمي على مختلف المستويات، من أجل تلبية احتياجات هذه الشريحة الشبابية وفهمها ودعمها فعلاً وليس قولاً.
فقيد #الكويت ناصر صباح الأحمد الصباح
خالص التعازي وصادق المواساة للشعب الكويتي وأسرة الصباح الكرام بوفاة المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، سائلين المولى عز وجل أن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
تعليقات