علي البغلي: أحد النواب الفائزين بانتخابات 5 ديسمبر الجاري أتحفنا باقتراحات مدغدغة لناخبيه ما أنزل الله بها من سلطان ويتوارى منها خجلاً «حاتم الطائي» رمز الكرم العربي في قديم الزمان!
زاوية الكتابكتب علي البغلي ديسمبر 23, 2020, 10:13 م 416 مشاهدات 0
أحد النواب الفائزين بانتخابات 5 ديسمبر الجاري، أتحفنا باقتراحات مدغدغة لناخبيه ما أنزل الله بها من سلطان، ويتوارى منها خجلاً «حاتم الطائي» رمز الكرم العربي في قديم الزمان!
سعادة النائب الهمام أعلن بعد فوزه المبين في تلك الانتخابات عن عزمه تقديم اقتراحات لتعديل عدد من القوانين المهمة، ومن بينها السماح للمواطنين ببناء دور رابع في مناطق السكن الخاص ـ وذلك حسب قوله سيكون حلاً لمشكلات العوائل الكبيرة التي عانت كثيرا من ضيق المنازل.
ونحن نقول للنائب الذي حوّل سكنه الخاص الى ما يشبه مجمع الوزارات: حرام عليكم.. ما تضغطون به على الحكومة التي تخشى ظلالكم من دوس على قوانين شببنا وشيبنا عليها، ولم نشتك منها قط. فنحن بعد تثمين منازلنا في الكويت القديمة شرق وجبلة والمرقاب انتقلنا مع آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا الى المناطق الجديدة كالدسمة والشامية والدعية والشويخ وكيفان.. الخ. وكانت كل عائلة تتكون مما يزيد على 10 أفراد في المتوسط، وعشنا بهدوء وسلام وراحة في منازلنا ذات الدورين، ولم نشتك من ضيق أو ضنك مثلما تزعم الآن.. فالمنازل التي تزيد على دورين بناها معظم أصحابها لإيجار الأدوار الزائدة. لذلك نجد في بعض المناطق التي أخذ أهلها راحتهم في البناء في ظل «التعامي الحكومي» أو فساد بعض موظفي البلدية، أو بناء الأدوار الزائدة بعد وصول الكهرباء، نجد أن كل منزل أمامه عدد هائل من السيارات العائدة لأهل المنزل وأبنائهم والمستأجرين منهم. لذلك نحذر اخواننا في بلدية الكويت من البصم على ذلك الاقتراح الفوضوي؟!
***
الاقتراح الثاني الذي لم يطبقه أي بلد في العالم ما عدا الكويت، يخص قانونا عجيبا غريبا مدغدغا ومدللا للمواطنين المعتمدين على ذلك النوع من القوانين، وأقصد هنا قانونا اسموه «من باع بيته»، فإنه يمنح منزلاً آخر «وما يصير خاطره إلا طيب»! وهو قانون غريب عجيب، فأغلبنا منح قسائم حكومية بثمن رمزي وقرضاً لبنائها، وقمنا بذلك. فإذا ما بعنا ذلك المنزل «شبه المنحة» فلماذا لا ندبر أنفسنا، وهو الأمر الطبيعي، أي لماذا ننافس من ينتظر لأكثر من 10 سنوات منحة منزل وسقفاً يظله وعائلته وأولاده؟! وقد رضينا بذلك الهم الذي رضخت له إحدى حكوماتنا الرشيدة، لكن ذلك الهم ممثلا بنائبنا الهمام لم يرض فينا. فالأخ الهمام يقترح أن يمنح من لم يستفد من قانون «من باع بيته» قسيمة و70 الف دينار قرضاً لبنائها. لأن الرشيدة حسب زعمه أخلت بالقانون النكبة «من باع بيته»، ولم تبن البيوت المتفق عليها، واكتفت ببناء 500 منزل في شرق تيماء وعدد من شملهم «من باع بيته» هو 2000 مواطن فقط؟!
فهل سمعتم ورأيتم اقتراحات عبثية بالمال العام والعدالة والمساواة بين المواطنين كما يقول الدستور أكثر من ذلك؟! والجواب يكمن في أن النائب الهمام يعلم تماماً أنه يخاطب حكومة شعارها في مواجهته «اطلب تُجَبْ»!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات