رئيس السن لمجلس الأمة حمد الهرشاني : لا يمكن إقناع المواطنين بأن للإصلاح الاقتصادي ثمناً لا بد للمواطن أن يتحمله وهو يرى بعينيه أن ما يخصم من جيبه يتحول أضعافه إلى جيوب الفاسدين.
محليات وبرلمانالآن ديسمبر 15, 2020, 12:57 م 426 مشاهدات 0
هنأ رئيس السن النائب حمد الهرشاني سمو رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة على ثقة حضرة صاحب السمو، وأعضاء مجلس الأمة الذين حالفهم الفوز بثقة الشعب، متمنياً للجميع السداد والتوفيق في أداء رسالتهم السامية.
وقال الهرشاني في كلمته بافتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة، إن مجلس الأمة ثمرة انتخابات عامة حرة جرت تحت إشراف قضائي كامل شهد لها القاصي والداني بالنزاهة والشفافية، مشيراً إلى أن عملية الانتخابات أجريت في ظروف صعبة واستثنائية على الصعيدين الداخلي والخارجي جراء جائحة كورونا.
وفيما يلي نص كلمة الهرشاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه
سمو ولي العهد حفظه الله
سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر
الإخوة أعضاء مجلس الأمة المحترمين
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نيابةً عن إخواني أعضاء مجلس الأمة وبالأصالة عن نفسي يشرفني يا صاحب السمو أن أرفع إلى مقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لتفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة سائلاً العلى القدير أن يمتع سموكم بموفور الصحة والعافية وأن يحفظكم ويرعاكم ، ويسدد على طريق الحق والخير خطاكم وأن يوفقكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد .
كما يشرفنا أن نتقدم بأبلغ عبارات الشكر والتقدير إلى سمو ولي عهدكم الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ، على تفضله بتشريف هذا الحفل ، سائلين المولى عز وجل أن يجعله سنداً وذخراً لكم وأن يحفظه ويرعاه كما أسأله – جل شأنه – أن ينزل رحمته على حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه – وأن يجعلكم يا صاحب السمو خير خلف لخير سلف كما أتوجه بالتهنئة لسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر وأعضاء الحكومة المحترمين على ثقة حضرة صاحب السمو أمير البلاد وأتوجه بالتهنئة كذلك لزملائي أعضاء مجلس الأمة الذين حالفهم الفوز بثقة الشعب راجياً للجميع السداد والتوفيق في أداء رسالتهم السامية .
حضرة صاحب السمو أمير البلاد
إن مجلس الأمة الذي يتشرف اليوم بحضوركم افتتاح دور انعقاده العادي الأول لهو ثمرة انتخابات عامة حرة جرت تحت إشراف قضائي كامل شهد لها القاصي والداني بالنزاهة والشفافية، وإن هذا المجلس بأعضائه جميعاً يمثلون الشعب الكويتي بمختلف أطيافه.
وقد أجريت هذه الانتخابات في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد على الصعيدين الداخلي والخارجي ، لا سيما والعالم أجمع يمر بظروف استثنائية بمواجهة جائحة كورونا التي كان لها آثار سيئة على شعوب العالم أجمع ، والشعب الكويتي خاصة ، لكن – ولله الحمد والمنة – وقفت الكويت موقفاً بطولياً إزاء هذه الجائحة وتداعياتها الخطيرة حتى عبرت بالشعب الكويتي والمقيمين على أرض الكويت الحبيبة إلى بر الأمان .
حيث اتخذت من التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية بكل صورها ، ومن سن القوانين والتشريعات ، ما يكفل درء هذا الخطر الداهم ، حتى أضحت الكويت في مصاف الدول التي يشار إليها في مواجهة تلك الجائحة الخطيرة وذلك الوباء وقد تجلى ذلك الجهد متوجاً في هذه الملحمة التاريخية وهذا العرس الديمقراطي الذي عاشته الكويت في ظل أداء سلس ومتوازن ومنظم لانتخابات مجلس الأمة .
وفي هذا الصدد أتقدم بجزيل الشكر إلى الفريق الحكومي المكلف بتولي ملف هذه الأزمة على إدارته هذا الملف بكل حكمة واقتداروبكل مهنية وشفافية بدءاً من إقرار الإجراءات الحكومية التي تمت للتعامل مع تطورات انتشار فيروس كورونا وانتهاءً بالاستعدادات المستقبلية للحد من انتشار هذا الوباء كما يجدر بي أن أشيد بالجهود الطيبة التي بذلها الفريق الحكومي لمجابهة هذا الوباء .
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى الصفوف الأمامية إلى أولئك الذين ضربوا أروع المُثل في التصدي لهذه الجائحة وسطروا بحروف من نور أشجع البطولات مضحين بأوقاتهم بل وبأرواحهم في سبيل الحفاظ على حياة الإنسان أياً كان غير مميزين لجنس على حساب جنس بل الكل على أرض الكويت سواء في الحرص على المحافظة على الصحة العامة وغير آبهين بالمخاطر التي تحدق بهم وبأسرهم بذلوا ذلك كله بنفوس مملوءة رضاً وحباً للكويت غير ناظرين إلى مقابل مادي ولا معنوي ، بل وضعوا نصب أعينهم الكويت فقط الكويت ولا شيء سواها فلهم منا جميعاً وافر الشكر وعظيم الامتنان .
كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى كافة المتطوعين ، والمتبرعين من أهل الكويت الكرام والهيئات الخيرية على ما قاموا ويقومون به من جهود مخلصة
وعمل دؤوب في التصدي لهذا الوباء تجسيداً للروح الوطنية ووحدة الصف والتلاحم والتعاضد وتركيز الجهود لمواجهة التحديات الكبيرة وغير المسبوقة التي تواجه البلاد فلهم منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان .
حضرة صاحب السمو أمير البلاد
إننا نتطلع ونحن في بداية هذا الفصل التشريعي أن يكون هذا المجلس عند حسن ظن الشعب الكويتي به وأن يكون قادراً على تحقيق رسالته بإذن الله ثم بفضل توجيهاتكم الحكيمة والمعاونة الصادقة من جانب الحكومة وأعضائها فقد كان الدستور حريصاً على التأكيد على ضرورة التعاون المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية عندما نص صراحة على أن نظام الحكم في دولة الكويت يقوم على أساس فصل السلطات مع تعاونها وفقاً لأحكام الدستور وقد أثبتت التجربة في الفصول التشريعية السابقة أن التعاون البناء بين السلطتين هو الطريق الوحيد والمسار الآمن لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الكويتي من إصلاحات هيكلية في شتى المجالات والتعامل مع التحديات الخارجية الدولية والإقليمية بما يتفق مع سياستنا الخارجية التي تقوم على دعائم ثابتة أهمها استقلالية القرار الكويتي ، والتعاون الكامل والوثيق مع أشقائنا الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وتنمية علاقاتنا الخارجية مع سائر الدول على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل ولا يمكننا هنا أن نغفل الدور المحوري الذي اضطلعت به الكويت في سبيل المصالحة الخليجية ورأب الصدع ، ولم الشمل بين إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي فلقد حرص الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه – أشد الحرص على هذه المصالحة وبذل جهوداً جبارة وقام برحلات مكوكية رغم ظروفه الصحية إلا أنه بإيمانه الراسخ وعقيدته المتأصلة بالوحدة الخليجية لم يأل جهداً في إتمام هذه المصالحة إيماناً منه بالدور المهم الذي يقوم به مجلس التعاون الخليجي الذي يمثل الدرع الواقي لجميع دوله فالتلاحم بين دول المجلس وتوثيق العلاقات التي تربط بينها وبصورة خاصة في النواحي السياسية والأمنية أصبح الآن أكثر من أي وقت مضى ضرورة قصوى وقد سرتم أنتم ياصاحب السمو على نفس الدرب وأكملتم مسيرة سلفكم الراحل حتى إننا نوشك اليوم أن نجني ثمار هذه الجهود الصادقة في عودة الجميع إلى أحضان الوحدة والإخوة الخليجية متمسكين بعراها القوية .
حضرة صاحب السمو أمير البلاد: إن الشعب الكويتي يعقد آمالاً كبرى في هذا المجلس ممثلاً في أعضائه الذين اختارهم الشعب الكويتي وحملهم الأمانة وتوسم فيهم أداءها على أكمل وجه وأتمه وبفضل قيادة سموكم الرشيدة وتوجيهاتكم السامية سوف نعمل معاً، مجلساً وحكومة، في تناغم يضمن تحقيق المصالح والأهداف الوطنية وإعلاء شأن الوطن ويحقق الحياة الطيبة الكريمة لجمهور المواطنين وتدعيم مبدأ المشروعية وسيادة القانون ولن يكون ذلك إلا بالتعاون الصادق وبالحوار الهادئ الذي يستهدف المصلحة العامة والبعد عن اللدد في الخصومة أو تصفية حسابات سابقة لامناص من تجاوزها ونأمل أن يكون العمل البرلماني خلال هذا الفصل التشريعي بالأسلوب الذي يليق بنا نحن ممثلي الأمة بما يحمله من احترام تعدد الآراء والإيمان بأن طريق الإصلاح لا يكون إلا داخل قاعة عبدالله السالم ، ومن خلال القنوات التي نص عليها الدستور وهي عديدة تكفل تصحيح المسار إذا ما تم استخدامها في مواضعها المقررة وبالأسلوب السليم.
حضرة صاحب السمو أمير البلاد
إن الكويت تمر الآن بمنعطف طويل الأمد من ضعف الإيرادات / الأمر الذي يحتم دخول حقبة إصلاح اقتصادي تنموي بقناعة مجتمعية عامة ولا يمكن إقناع المواطنين بأن للإصلاح الاقتصادي ثمناً لا بد للمواطن أن يتحمله وهو يرى بعينيه أن ما يخصم من جيبه يتحول أضعافه إلى جيوب الفاسدين.
إن مكافحة الفساد باتت ضرورة قصوى في الظروف المالية والاقتصادية التي نواجهها وإن أبناءك من الشعب الكويتي كلهم أمل وتفاؤل في عهدكم الميمون في إزالة الشوائب التي طفت على السطح وأظهرتها جائحة كورونا والتي لا تتفق مع ما تربى عليه الآباء والأجداد فما عهدناكم يا صاحب السمو إلا حازما صارماً محارباً للفساد والمفسدين.
حضرة صاحب السمو أمير البلاد
في الختام أتوجه إلى العلي القدير أن يحفظكم ذخراً للكويت وأهلها وأن يسبغ على كويتنا الحبيب نعمة الأمن والاستقرار وأن يمتع سموكم وسمو ولي عهدكم بموفور الصحة والعافية وأن يحفظكم ويرعاكم ويديمكم ذخراً للوطن وأباً وقائداً للمواطنين.
والحمد لله رب العالمين
شكراً على حسن استماعكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات