‫مبارك الدويلة: اليوم قلوبنا تتجه إلى مجلس الأمة لنرى ونسمع إن كانت الحكومة مصرة على مواجهة الإرادة الشعبية كما فعلت بتشكيلها أم إنها ستمحو زلتها الأولى بإنجاز وتعاون‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 324 مشاهدات 0


انتهت الانتخابات، ونجح خمسون نائباً، وتحددت ملامح جديدة من العمل السياسي ترسم طبيعة العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، وكان أول تداعياتها مطالبة أكثر من ثلاثة أرباع النواب بالتغيير، مما يؤكد أننا على أعتاب مرحلة سياسية جديدة تتسم بالجدية في الإصلاح السياسي والإصرار على أن يمارس مجلس الأمة دوره في قيادة البلد إلى بر الأمان بعيداً عن مشاريع الفشل التي اتسمت بها السنوات الأخيرة من عمر المجلس، التي كانت الحكومة فيها تقوده وتوجهه وفقاً لمرئياتها القاصرة مما ساهم في انتشار الفساد في معظم مرافق الدولة وبجميع أشكاله وألوانه!

إن سقوط معظم نواب الخيبة، الذين كانوا يمثلون الداعم الرئيس لرموز المرحلة السابقة ومحاربتهم لجميع مشاريع الإصلاح ورموزه، دليل على وعي شعبي ورغبة جادة في الإصلاح، وعلى الحكومة أن تدرك ذلك، وأن مناكفة الرغبة الشعبية وإرادة الأغلبية البرلمانية بتوجيه أصوات الحكومة عكس السير دليل على أنهم لا يحسنون قراءة الساحة ولا توجهات الرأي العام الكويتي. وإن حدث ذلك، لا قدر الله، فليس لذلك تفسير إلا أن هناك رغبة لخلق فرص للتصعيد، ومن ثم التأزيم، فالصدام، الذي قد ينتج عنه طلاق بائن بين السلطتين. وهنا نربأ بالعهد الجديد أن يبدأ عصره بهذا الشكل.

وأولى الصدمات هي التشكيل الحكومي..!

فوجود بعض الوزراء المثيري الجدل يذكرنا بحكومات سابقة تم تعيين وزراء فيها من هذه النوعية ولم يمضِ شهر واحد على قسمهم اليمين الدستورية حتى تمت إقالتهم! فهل يرغب رئيس الحكومة في تكرار هذه المشاهد، خصوصاً في ظل مجلس يضم نواباً صقوراً في المعارضة؟!

هل نأتي بحكومة فيها عناصر استفزاز للنخب السياسية ثم نطالب النواب بالتعاون معها؟! هذا ضرب من الخيال، وتعمُّد واضح لإضاعة وقت وجهد مجلس الأمة في صدامات ومعارك جانبية خلقتها الحكومة بتشكيلها!

كنا بالأمس نطالب النواب الجدد بالتهدئة والتعاون، واليوم لا نجد لنا عذراً لهذه المطالبة بوجود مثل هذه الحكومة!

عموماً نحن اليوم أمام بداية جديدة ومجلس جديد وحكومة جديدة، لذلك نتمنى أن نرى إنجازات جديدة وتعاوناً لم نلمسه منذ عقود بين السلطتين!

اليوم قلوبنا تتجه إلى مجلس الأمة لنرى ونسمع إن كانت الحكومة مصرة على مواجهة الإرادة الشعبية، كما فعلت بتشكيلها، أم إنها ستمحو زلتها الأولى بإنجاز وتعاون يُحسبان لها وتشكر عليهما.

اليوم ستتضح لنا الصورة إن كنا متفائلين زيادة باختيار رئيس الحكومة أم إنه ليس بأحسن حال ممن سبقه!

تعليقات

اكتب تعليقك