د. تركي العازمي: متى ما رأيت أهل الشرف يتقدمون الصفوف فاعلم أنّ الواسطة في طريقها إلى الزوال
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي ديسمبر 13, 2020, 9:44 م 404 مشاهدات 0
المنصب الذي تحدّد له مهام وظيفية محددة، مغلفة بأطر أخلاقيات العمل وإجراءات معينة وضوابط إدارية وسلوكيات معلومة، إنما هو تكليف لا تشريف كما يظن البعض.
إنها أمانة تقلد المنصب (عضوية برلمان، منصب قيادي من وزير ووكيل وغيره من المناصب الإشرافية)، نجدها مقترنة بقول الله عز وجل: «إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا»... لاحظ لفظي (ظلوماً جهولاً)! ونتذكر الآية التي قد يفهمها البعض بشكل خاطئ «إن خير من استأجرت القوي الأمين»... والقوة هنا تعني القوة في حمل الأمانة، ونتذكر أيضا رد البصري على الخليفة عمر بن عبدالعزيز،عندما سأله عمّن يستعين به حين قال: «عليك بأهل الشرف»! لذلك... هذه المقالة أوجهها لأحبتي من عموم قاعدة الناخبين، وكل من يبحث عن مدخل يبعث ببصيص أمل يوصل إلى الإصلاح، الذي لا يأتي به سوى المصلحين كما ذكرنا في مقالات سابقة.
أوصلت من أوصلت إلى قبة عبدالله السالم، وحملته الأمانة ولسنا هنا بالحديث عن معيار اختيارك، فهو دور وانتهى، بل نتحدث عن «الأمانة» الملقاة على عاتق عضو مجلس الأمة.
لا المال ينفع، لا الجاه لا شيء ينفع لأنه بطبيعته وضع موقت وزائل، ويظل كل ما تقوم به في ميزان أعمالك مرصوداً من رب عادل.
لا تفرح أخي الحبيب بالعضوية والمنصب... لا تفرح على الإطلاق،إلا إذا كنت على علم بأنك ستتخذ القرارات السليمة، التي تصب في مصلحة البلاد والعباد.
لا تفرح فالسنون تمر لكن تراكمات ما يصدر منك من قول وعمل لا يمر مرور الكرام... إنك محاسب محاسب محاسب! ذكرنا المراد عمله للوصول إلى الإصلاح، وهو يبدأ من مسطرة إدارية مستقيمة وطرفاها واضحان: القضاء على الواسطة وإصلاح المنظومة الإدارية والمالية والقانونية، وكذلك الاجتماعية التي تبدأ من التعليم.
لا يوجد فرد بسيط يحمل هاتفاً ذكياً قد يجهل ما نقوله، ونكرره لكن يبقى السؤال: هل أنت بالفعل تتبع عاطفتك وهوى نفسك، أم تحكم عقلك؟
الزبدة: متى ما رأيت أهل الشرف يتقدمون الصفوف، فاعلم أنّ الواسطة في طريقها إلى الزوال، (سهل تنفيذها عبر معاملات الأون لاين أو القرعة، ويأخذ كل ذي حق حقه)، واعلم أن كل قضية فساد معلومة أركانها ستنتهي بعقاب وخيم لمرتكبها.
إنها الأنفس والسياسة والموروث الثقافي السيئ، السبب في تدهور الأوضاع لدينا.
فهل فهمتم الحاجة لفهم «الأمانة» والقوة على حملها عند اختيارنا للنواب، والوزراء، القياديين؟ إن علمتم ذلك وتداركتم الأخطاء فاعلموا أن إصلاح الحال ممكن، وإن استمررنا على النهج نفسه فلا نقول سوى... الله المستعان.
تعليقات