‫احمد الصراف: آمالي في أن يستطيع المجلس الجديد مع احتمال ما سيحدث من تغيير غير إيجابي في رئاسته في القيام بكفاءة بالتصدي لكمّ المشاكل التي تحيط بها‬

زاوية الكتاب

كتب أحمد الصراف 309 مشاهدات 0


حشرة اليعسوب هي التي أعطت علماء الغرب فكرة صنع طائرة الهليوكوبتر. واليعسوب هو «البو بشير»، لأنه كان يحمل «البشارة» للبحارة المجهدين العائدين من رحلات التجارة وصيد اللؤلؤ قديما، فرؤيته إشارة لاقترابهم من اليابسة، بعد معاناة طويلة في البحر.

***

توسمنا الخير في مخرجات انتخابات مجلس الأمة، واعتبرناها بشارة مطمئنة، ولكن سرعان ما تبين أنه «يعسوبي الهوى»، ويود أن يلتهم كل ما أمامه، وربما أكثر من طاقته، من دون تردد ولا رحمة. وبالتالي لن يطول عمر المجلس الجديد كثيرا، إن أصر بعض أعضائه على ممارسة فرد العضلات «على الطّل»، لنعود لدوامات الحل وانتخابات جديدة.

***

يقال إن الكتاب أو الخطاب يقرأ من عنوانه. فبالرغم من المصاعب الهائلة التي نواجهها، نتيجة انهيار أسعار النفط، وتبعات جائحة الكورونا المخيفة والمخربة، والاخطار الإقليمية المحيطة بنا والعجز الكبير في موازنة الدولة، والحاجة الضرورية للاقتراض، وشبه انهيار منظومة التعليم، هذا غير عشرات المشاكل الخطيرة والمهمة الأخرى كالتركيبة السكانية والوضع الصحي ومشكلة عدم وجود وظائف لعشرات آلاف الخريجين، فإن «فطاحل المجلس الجدد» رأوا أن قانون العفو العام وعودة «مهجري تركيا» يأتي قبل كل ما عداه. وأن عودة وزير الداخلية ستعني أزمة كبيرة بين الحكومة والمجلس، ولا أدري ما هي جريمة الوزير الذي يستحق تصدي هذا العدد من النواب لمعارضة عودته، وهل هناك من يقف وراء مطلبهم الغريب هذا؟

بالرغم من اتفاقي مع الكثيرين على ضرورة البت أو الاتفاق على من يتولى رئاسة المجلس، لأهميته، فإنني كنت أتمنى عدم استعجال المرشح الحالي، الأخ النائب بدر الحُميدي، في إلزام نفسه بوعود شعبوية، والرضوخ لكل طلبات النواب، الذين وعدوا بالوقوف معه والتصويت له في معركة رئاسة المجلس، فسيجد سريعا أن من الصعوبة، وحتى الاستحالة، الالتزام بها. فالعمل على إنجاح مرشح معين لا يعني الطعن في سيرة، منافسه، ففي النهاية الجميع سيكون متواجدا في المجلس لأربع سنوات قادمة، أو هكذا يفترض، ومن الغباء خلق عداوات علنية بين الأعضاء ونشوب صراع وجود سوف ندفع ثمنه جميعا، في صورة مشاحنات عقيمة وقلة إنتاج، وما يتبع ذلك من شلل حكومي نتيجة غياب التعاون.

***

كما ان الانطباع الأول شبه الإيجابي الذي شعرنا به جميعا، بعد ظهور نتائج الانتخابات، نتيجة سقوط بعض رموز الفساد والطائفية، سرعان ما اختفى مع اكتشاف مدى تجذر مشاعر التطرف السياسي والديني المذهبي في عقول بعض الأعضاء الجدد، التي لم يحاولوا حتى التستر عليها.

***

آمالي في أن يستطيع المجلس الجديد، مع احتمال ما سيحدث من تغيير غير إيجابي في رئاسته، في القيام بكفاءة بالتصدي لكمّ المشاكل التي تحيط بها، بعيدا عن المشاحنات والمزايدات، أصبحت ضعيفة، وأتمنى ان يكون تشاؤمي في غير محله.

تعليقات

اكتب تعليقك