مبارك الدويلة: هناك مرشحون سيرتهم معروفة إذ لا دين يردعهم ولا ذمة تمنعهم بعضهم متورط في المخدرات وبعضهم مبتلى بالمسكرات فمثل هؤلاء وجودهم في المجلس يضعفه في أداء دوره الرقابي والتشريعي
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة نوفمبر 30, 2020, 10:28 م 483 مشاهدات 0
فوجئت بأن عدداً من الناخبين في إحدى الدوائر سيصوتون لمرشح ونائب سابق. واستغرابي لمعرفتي ومعرفتهم هم أنفسهم بأن هذا النائب السابق كان من أسوأ نواب المجلس الأخير، إذ كانت مواقفه ضد المشاريع والمقترحات التي يتقدم بها النواب لمصلحة المواطن، ومع مقترحات الحكومة ومشاريعها ولو كانت تصب في مصلحة فئات متنفذة، كما لم يُعهد عليه أن قال كلمة حق في وجه الحكومة عندما تجور، ولم يُعرف عنه أنه دعّم أي خطوة إصلاحية يتقدم بها النواب للمراقبة على أداء الحكومة، كتشكيل لجان التحقيق والإحالة إلى النيابة في قضايا الفساد والاستجوابات التي تحارب تجاوز الوزراء وتقوِّم الخلل في الوزارات، بل إنه كان من النواب الذين يتغيَّبون كثيراً عن حضور الجلسات الرسمية للمجلس، أمّا اللجان البرلمانية فحدِّث ولا حرج، إذ لن تفاجأ إن سمعت أن سكرتارية اللجنة لم يشاهدوه حاضراً إلا في اليوم الأول، الذي تم فيه اختيار رئيس اللجنة ومقررها! ومع هذا تجد من المواطنين من يسعى إلى إعادة انتخابه، ثم نأتي نتحلطم ونتندر على حظ الكويت العاثر بمجالس كهذه ونواب كهؤلاء!
«إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ»
يقول الخليفة الفاروق: «آهٍ من ضعف التقي وقوة الفاجر»! لذلك إن أردنا الاختيار فليكن القوي الأمين؛ القوي بعلمه، ومعرفته، وإدراكه للواقع، وحسن تعامله معه، ومعرفته بما تنصلح به الحال، وكيفية التخلص من السلبيات، وعلاج القصور في الأداء. هذا القوي الذي ننشده وليس الدرويش والبسيط والمتواضع في مداركه لا يعلم من واقعه شيئاً!
أمّا الأمين، فهو الذي يتحصن بالإيمان ويضع مخافة الله نصب عينيه، فيؤدي أعماله بالأمانة والصدق، ولا يبيع مبادئه بدرهم أو دينار، ويقف سداً منيعاً في وجه حملات التغريب للمجتمع التي ينادي بها بعض الملحدين والليبراليين المخدوعين بحضارة الغرب وزيفها!
هناك مرشحون سيرتهم معروفة، إذ لا دين يردعهم، ولا ذمة تمنعهم، بعضهم متورط في المخدرات، وبعضهم مبتلى بالمسكرات، فمثل هؤلاء وجودهم في المجلس يضعفه في أداء دوره الرقابي والتشريعي؛ لأنه سيكون صيداً سهلاً للحكومة تحركه كيفما تشاء، وتوجهه بما تشاء!
«مَن يشتريك اليوم سيبيع الكويت غداً»
انتشرت ظاهرة شراء الأصوات، وأصبح للصوت بورصة، وله قيمة ترتفع وتنزل، ومع الأسف نسمع اليوم تجرؤ البعض على الإعلان عن رصده لمبالغ بالملايين لشراء ذمم بعض الناخبين الذين لا تهمهم الكويت، ولا مستقبل أجيالها، ولا مصير شعبها؛ لأن ما يهمه فقط هو مصلحته الشخصية ومصلحة رصيده المصرفي، ولتذهب الديرة إلى الجحيم!
إنَّ من يشتريك اليوم بحفنة من الدنانير فسيبيعك غداً بأبخس الأثمان!
«قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ»
إنَّ من يرد مصلحة الكويت يعرف من يختار لعضوية مجلس الأمة، ومن يرد مصلحة جيبه وهواه «يدل» دربه!
حفظ الله الكويت من كل مكروه وعابث بأمنها ومستقبل أجيالها!
تعليقات