عبدالعزيز التركي: نحن شعب الله المختار ومعظمنا أخيار وقليلًا منا الفجار .. كذبت وأنا الصدوق !
زاوية الكتابلا شك أن العنصرية باتت مستشريه في المجتمع، كحال الفساد الذي تفوح رائحته في كل البقاع.
ولكن هناك اختلاف ما بين الفساد والعنصرية، والأمر كالثرى والثريا، فالأول نستطيع معالجته، أم الأخر فهو يتوارثه الأجيال، جيلًا بعد جيل، حتى أصبح DNA لا يحتاج إلى أخذ عينه!
سألني أحد الأصدقاء مع بلد مجاور عن كيفية التكييف مع المجتمع في ظل هذه العنصرية البغيضة والتي طالته رغم بعد المسافة، حيث أنه لا يكترث لما سمعه ولكن ينتابه الفضول حول عقلية المجتمع، وهو لا يعلم بأنني لم أتكيف معها، وأن العنصرية تطاردني ليل نهار، وأن لم تكن أمامي فهي بالتأكيد خلفي، وأنا مدرك لما أقول!
حتى أن العنصرية أصبحت دليلًا على الوطنية، ودليلًا على صدق الولاء ! إذ أن العنصري ينظر إلى أفعاله وكآنها الصواب ويسجد لله صباحًا ومساء! وآحيانا يجتهد بالنوافل ويرتل القرآن أناء الليل والنهار، ولو ألقيت عليه الذكر "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (( رواه الشيخان)) لفر منك كما تفر الحمر المستنفرة من القسورة!
ولكن لم أصدق صديقي القول فأختصرت له الواقع، وكذبت وأنا الصدوق، خشية أن أكون في قائمة "الخونة" فالحقيقة التي لا تعجب القوم أصبحت خيانة، والواقع المر يجب التستر عليه، وضنك العيش نحتسبه أجرًا، فالله خيرًا وأبقى.
لا تسمع الأقاويل ولا تلتفت لما تراه، فنحن في زمن التطور والتقنية والتزوير والتحقير ايضًا.
أما بعد.. فنحن شعب الله المختار، ومعظمنا أخيار، وقليلًا منا الفجار، وآخرون "ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".
فيارب أن ضاقت قلوب الناس فعفوك لا يضيق.
"مابين السطور"
ما بالُ بعض الناس صاروا أبحراً
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرعٍ مفتوحةٍ
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يداي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من امرٍ دفين
لشاعرها "الناصر".
"خارج النص"
توفي في هذا اليوم الحزين كحال بقية الأيام السابقة والقادمة أسطورة كرة القدم الملهم "مارادونا" آثر سكتة قلبية.. تعازينا لعشاق المستديرة ومتنفسًا الوحيد.
تعليقات