محمد الرويحل: تبون الإصلاح أو ما تبونه؟ فإن كنتم فعلاً تريدونه فعليكم أن تبدأوا به لا أن تتحفونا بشعارات الإصلاح التي سئمنا سماعها في حين نرى الفساد باقياً ويتمدد
زاوية الكتابكتب محمد الرويحل نوفمبر 19, 2020, 10:38 م 403 مشاهدات 0
الخير والشر يلازمان البشر منذ الخليقة، ومنهما نشأت الطاعة والمعصية، والحق والباطل، والسلام والدمار، والإصلاح والفساد، وتلك الأضداد استقرت في النفس البشرية لتتصارع فيما بينها، فيتغلب أحدها على الآخر، لكن العقل السليم هو من يقرر ما هو نافع وما هو ضار.
ولأن الإنسان مولود بالفطرة على الخير، فلا يوجد إنسان شرير دون أن تكون الظروف التي يتعرض لها في حياته أو طبيعتها هي من تجبره أن يكون كذلك، فالإنسان بطبعه لا يستسيغ الفساد ولا يرغب في التعامل به، لأن طبيعة الفساد لا تلتقي مع فطرته، لكن في الظروف الفاسدة بمحيط حياته سيضطر للتعايش والتأقلم معه، خصوصاً حين يزين له الشيطان درب الفساد، ويعرقل حياة الإصلاح والخير.
ولأن الفساد عم البلاد والعباد وسيطر على حياتنا وأصبح واقعنا فعلينا أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، خصوصاً أننا ندرك أن طريق الفساد مدمر، وكل من سلكه هلك، وقبولنا به بمثابة الانتحار الاختياري، وهو الأمر الذي يجب أن ندركه لنعيد النظر في الاستسلام لهذا الواقع المعقد، ونتساءل: هل فعلاً نريد الإصلاح؟ وهل لدينا القدرة على مواجهة الفساد والمفسدين؟ وهل لدينا الشجاعة لنقدم التضحيات من أجل وطننا ومستقبله؟
الإصلاح ليس شعاراً نتغنى به في المناسبات، ونتبجح به أمام الآخرين، ومكافحة الفساد ليست كلمات وعبارات تسلي مجالسنا ليمضي الوقت ويتحدث عن بطولاتنا الكلامية من استمع إلينا، الإصلاح عمل دؤوب وفق خطط مدروسة وتعاون نقي، ومكافحة الفساد معركة شرسة تحتاج خطة دقيقة وعدة وعتاداً، لذلك علينا أن نختار ونقرر ما إذا كنا فعلاً نريد الإصلاح أو نريد البقاء في مستنقع الفساد.
يعني بالعربي المشرمح:
تبون الإصلاح أو ما تبونه؟ فإن كنتم فعلاً تريدونه فعليكم أن تبدأوا به لا أن تتحفونا بشعارات الإصلاح التي سئمنا سماعها، في حين نرى الفساد باقياً ويتمدد.
تعليقات