‫د. تركي العازمي: انتخبوا رجال دولة عيّنوا رجال دولة وطبقوا القانون على الكبير قبل الصغير فإن تحقّق ذلك بقرارات جريئة تنسف إستراتيجية «عفا الله عما سلف»‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 260 مشاهدات 0


نشرت «الراي» في عدد الجمعة الماضية، صورة كُتب عليها «الأشجار تموت واقفة».

موت الأشجار معلومة أسبابه، وعدم تنفيذ مبادرة «تخضير الكويت» - التي أطلقها أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - مجهولة الأسباب، ومن ثم شاهدنا الأشجار الحية تموت واقفة.

هذا هو حالنا بالضبط، فهمم الرجال تموت وهي واقفة، كما فَقَدت المرجلة ملامحها وذهب بريق عطائها منذ عقود.

نعيش وقتاً مزوّراً، لا عطاء وطنياً، ولا فهم لحقيقة المواطنة ولا اعتبار لوصف «المرجلة» حتى في موسم الانتخابات تُشطب أسماء وتترك أسماء لمرشحين آخرين.

بناء الوطن يحتاج إلى فهم «الرضا» من قِبل المواطن الشريف، الذي من نظرات عينيه تلمس ملامح الحزن المؤلم تفسيرها.

أناس تطعن وتسب وتقذف إعلامياً ولا تجد رادعاً، وأناس سيئو السمعة يتشدقون بمفاهيم الوطنية وهم بعيدون عن أسسها ومعاييرها.

إن تحدّث الشريف بإخلاص عن الوضع نعتوه بمؤزم، أو قيل «ما عنده سالفة»، في حين ترى أسماء سطحية أطروحاتها تتقدم الصفوف.

هل «تشوفون اللي نشوفه» يا أصحاب القرار الكبار؟ أم نحن نتحدّث عن مجتمع آخر بمواطنيه ووافديه ومؤسساته.

إنها «المرجلة» عندما تموت واقفة وليس فقط الأشجار! الأشجار من النخل وغيره فقدت العناية بها وماتت واقفة، لأسباب معروفة لا تحتاج إجابة من هيئة الزراعة والثروة السمكية، وكذلك الحال «الرجال» تشعر بالموت وهي واقفة والأسباب معلومة.

قدمنا الرويبضة وغض البصر عن إساءة مروجي السفاهة والإشاعات والمعلومات المغلوطة، وفقدنا الكويت «درة الخليج».

فالعدالة الاجتماعية والنهوض بالمجتمع ومؤسساته، لن يتحققا ما لم نستقِ المعلومة/ الاستشارة من رجال دولة.

ننادي بمنح الكفاءات فرصتهم.

ننادي بفهم المستوى المعيشي للفرد الكويتي.

ننادي بتطبيق القانون وعدم اتباع «هوى الأنفس».

ورغم توافّر المجاميع الوطنية للحس وحديثها عن هموم المواطن والوطن ومؤسساته، ألا أن الحال ما زال على ما هو عليه.

إنها أزمة قتلت «المرجلة» وهي واقفة... فهل يراد بنا قبول التجاوزات، والفساد والإفساد تراكما عقوداً من الزمن بلغ حداً نرى فيه «المرجلة» أو «الشعور بالمواطنة» تموت واقفة، وهي تبحث عن العطاء لاستعادة الكويت وضعها السابق كدرة للخليج.

الزبدة: زُوّر الحق، ونُقلت مشاهد وصور الفساد... وما زلنا نبحث عن مخرج.

أملنا بعد الله عز شأنه في «العهد الجديد»... فالحق يراد أن يتبع.

انتخبوا رجال دولة، عيّنوا رجال دولة وطبقوا القانون على الكبير قبل الصغير، فإن تحقّق ذلك بقرارات جريئة تنسف إستراتيجية «عفا الله عما سلف»، نستطيع إحياء الأمل في ذهن وقلب «المرجلة»، التي أوشكت على الموت وهي ترى التراجع تلو الآخر والانتقائية وغض البصر، قد عزّز وثبّت أوتاده في وطن عزيز على قلوب الشرفاء.

إنه التاريخ... الذي لا يصنعه إلا «رجال دولة»: فهل حان وقت تصحيح المسار، أم نظل على الفكر والنهج نفسهما، اللذين تتبعهما قيادات دون المستوى ؟ إنه التساؤل الذي يطرحه المواطن الشريف، وما زلنا في انتظار الأفعال المنصفة للبلد والعباد... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك