مبارك الدويلة: في كل مرة نتحلطم كشعب على نوابنا في مجلس الامة ونعلق عليهم كل اخفاقات الحكومة وبعد أربع سنوات من جلد الذات نذهب لصناديق الاقتراع لنعيد في الغالب انتخاب السيئ
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة نوفمبر 2, 2020, 10:07 م 532 مشاهدات 0
بعد 24 ساعة من صدور هذا العدد تكون بوادر النتائج النهائية للانتخابات الأميركية قد ظهرت، وسيعرف العالم من هو الرئيس الاميركي القادم الذي سيُبتلى فيه العالم لمدة أربع سنوات عجاف قادمة!
وسواء كان الفائز بايدن أم أُعيد انتخاب ترامب فالسياسة الأميركية تجاه تمكين الصهاينة في فلسطين لن تتغير، فشهاب الدين «أسوأ» من أخيه، ولذلك سيكون مخطئاً من يظن أن مصلحة العرب والمسلمين تكمن في فوز أحدهما، لأن التأثير الصهيوني في الاعلام الاميركي متمكن، وقد ترك هذا الاعلام صورة قاتمة للعرب والمسلمين في ذهن الشعب الأميركي! وأصبح يحمله جميع مصائب الكون وكوارثه، بينما يغض الطرف عن جرائم المجتمع الغربي ومخرجاته الثقافية، فمثلاً نشاهد ونسمع بشكل متواصل أخبار القتل العمد من رجال شرطة بيض لبعض السود العزل في أميركا ومن دون سبب يذكر، ونشاهد حوادث القتل الجماعي لأطفال المدارس على يد بعض المجرمين والخارجين عن القانون، وعندما كنت في شيكاغو قبل عام سمعت ان أكثر من أربعين جريمة قتل تمت في المدينة العريقة خلال شهر، كل ذلك ولم تتحدث وسائل الاعلام الاميركية عن الدوافع الارهابية أو الخلفية التي تربى عليها هذا الشعب ليعايش بشكل مستمر هذه الحوادث الاجرامية!
اليوم تعيش فرنسا أزمة أخلاقية تسبب فيها رئيسها، عندما سمح للإعلام الفرنسي بالتطاول اللاأخلاقي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فحرك مشاعر الغضب في نفوس مليار ونصف المليار مسلم، وشيء طبيعي أن يخرج من بين هؤلاء من لا يملك نفسه عند الغضب كما أوصى نبي الاسلام (صلى الله عليه وسلم)، فيتصرف بطريقه انفعالية لا يقرها الاسلام ولا الشرع المحمدي! فيتسبب بمزيد من الأذى للمسلمين في بلاد الغرب ويعطي للإعلام المعادي عذراً في المزيد من التشويه لهذا الدين، ومن يدري فقد يستغل الاعلام الصهيوني هذه المشاعر والظروف فيضرب بقوة، مشيراً بأصابع الاتهام الى المجتمع الاسلامي في تلك البلدان! وسواء صدق هذا الحدس أم لم يصدق يظل تصرف الرئيس الفرنسي هو الشرارة التي أشعلت هذه الفتنة!
الانتخابات قادمة فانتبهوا
في كل مرة نتحلطم كشعب على نوابنا في مجلس الامة، ونعلق عليهم كل اخفاقات الحكومة، وبعد أربع سنوات من جلد الذات نذهب لصناديق الاقتراع لنعيد في الغالب انتخاب السيئ من النواب أو من يماثلهم بالسوء، ثم نأتي بعد ذلك لنمارس الهواية نفسها من التذمر والتحلطم ولمدة أربع سنوات اخرى، لذلك أقول للأخ الناخب الآن الآن وليس غداً تأكد أن تختار من تعتقد أنه يحقق لك الإصلاح الذي تنشده وننشده معك!
عصام الفليج
شاء القدر أن أكون في قروب واتس أب يديره الدكتور عصام الفليج، عليه رحمة الله، وقد رسم خطاً لهذه المجموعة وأهدافاً، فكان حكيماً في إدارته لها، صارماً في منع الخروج عن خط المجموعة، يرفض اتهام الآخرين من دون علم أو من دون دليل، ويرفض النقل من دون التأكد من دقة المادة المنقولة، ويوصينا دائماً بأن للناس حرمات وللجماعات حرمات، وللمسؤولين كذلك، فلا يجوز ذكرهم بالسوء من دون دليل، كان حكيماً بمعنى الحكمة عاقلاً وجيهاً، حازماً وسهلاً، كان رجلاً يمشي متحلياً بأخلاق النبوة، زرته في مرضه بلندن، فوجدته الصابر المحتسب، ورجع بعد أن خف عليه المرض قليلاً فانطلق يمارس دعوته في مخيمات اللاجئين، لم يمنعه المرض والتعب من الخروج في سبيل الله، رحم الله عصام الفليج وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
تعليقات