أردوغان في قمة " الإبادة الجماعية لمسلمي البوسنة في سربرنيتسيا: المسلمون الأوروبيون يتعرضون لتمييز ممنهج ويتم انتزاع حقوقهم وحرياتهم"
عربي و دوليالآن - وكالات نوفمبر 2, 2020, 8:52 ص 697 مشاهدات 0
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة مرئية بعثها إلى قمة القادة التي عقدت تحت عنوان "الإبادة الجماعية: الدروس المستخلصة من سربرنیتسا "، إن "المسلمين الأوروبيين يتعرضون لتمييز ممنهج، ويتم انتزاع حقوقهم وحرياتهم. إن هذا المسار الخاطئ الذي يهدد مستقبل البشرية وثقافة التعايش بين المعتقدات يجب أن يتوقف".
بعث الرئيس أردوغان، رسالة مرئية إلى القمة التي أقيمت حول الإبادة الجماعية التي وقعت في مدينة "سربرنیتسا " البوسنية عقب الحرب العالمية الثانية، تحت عنوان "الإبادة الجماعية: الدروس المستخلصة من سربرنیتسا"، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لبدء محادثات اتفاق دايتون للسلام.
استهل الرئيس أردوغان، كلمته بتحية المشاركين، مؤكدا أن الإبادة الجماعية التي وقعت قبل 25 عاما في سربرنیتسا، أي في قلب أوروبا، نقشت على أنها وصمة عار في تاريخ البشرية، وقال " على الرغم من مرور ربع قرن، إلا أن آلام 8 آلاف و372 من أشقائنا البوسنيين الذين قُتلوا بوحشية، لا تزال تفجع قلوبنا".
كما استذكر مجددا الشهداء الأعزاء بالرحمة، وقدم تعازيّه للمكلومين من عائلات ضحايا الإبادة الجماعية والشعب البوسني.
ولفت الرئيس أردوغان، إلى أن مطالب العدالة لمن فقدوا أحباءهم في الإبادة الجماعية، لم تتحقق بشكل كامل، ولم ينل معظم مرتكبي الإبادة العقوبة التي يستحقونها، وأردف قائلا: إن "أولئك الذين سلّموا الأبرياء اللاجئين تحت حماية الأمم المتحدة إلى المجرمين وتسببوا بقتلهم، لم يناولوا العقوبة اللازمة على ما فعلوه. والأسوأ من ذلك هو أن الإنسانية، ولاسيما الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام الأوروبية، لم تستخلص الدروس اللازمة من الإبادة الجماعية في سربرنیتسا. حيث أن المذابح التي نشهدها في أنحاء كثيرة من العالم، بدءا من سوريا وحتى اليمن وأراكان ونيوزيلندا، تعد بمثابة أكثر الأمثلة المؤلمة على ذلك. إن المنظمات الدولية التي راقبت الإبادة الجماعية في سربرنیتسا بعجز، تكتفي أيضا بمراقبة الظلم الممارس في السنوات الأخيرة".
لفت الرئيس أردوغان، إلى أن الدول التي تلقن العالم دروسا في حقوق الإنسان والديمقراطية، أصبحت اليوم تقود حملة العداء للإسلام وكراهية الأجانب، مضيفا إن "الإرهاب العنصري ينتشر مثل الطاعون في العديد من الدول الغربية، وقد يحظى في بعض الاحيان برعاية وحماية على مستوى رؤساء الدول".
وشدد على أن الهجمات على أماكن العبادة والعمل والمساجد ومباني منظمات المجتمع المدني التابعة للمسلمين، وصلت إلى مستويات خطيرة، وأضاف بالقول " إن "المسلمين الأوروبيين يتعرضون لتمييز ممنهج، ويتم انتزاع حقوقهم وحرياتهم. إن هذا المسار الخاطئ الذي يهدد مستقبل البشرية وثقافة التعايش بين المعتقدات يجب أن يتوقف. ينبغي مكافحة معاداة الإسلام اليوم على غرار مكافحة معاداة السامية في أعقاب كارثة الهولوكوست".
وأفاد الرئيس أردوغان، أنه في وقت تتصاعد فيه التحديات الاقتصادية والتوترات الاجتماعية بسبب وباء فيروس كورونا، تقع واجبات هامة على عاتق كل من يدافع عن الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة وكافة رجال الدولة، واستطرد بالقول " حتى لا تتكرر الإبادة الجماعية المرتكبة في سربرنیتسا مرة أخرى، يتعين علينا تسليط الضوء بشجاعة على الأخطاء، والبحث عن الحلول معا. ينبغي أن نفي بمسؤوليتنا ليس فقط من أجل أنفسنا وبلادنا فحسب وإنما من أجل مستقبل أطفالنا أيضا".
وأعرب الرئيس أردوغان، عن أمله أن تكون هذه القمة التي عقدت في الذكرى الخامسة والعشرين للإبادة الجماعية في سربرنیتسا والذكرى الخامسة والعشرين لبدء محادثات اتفاق دايتون للسلام، خير وسيلة لتحقيق اليقظة في العالم أجمع، وخاصة الدول الأوروبية، كما هنأ كل من ساهم في تنظيم القمة.
تعليقات